Sunday 12/01/2014 Issue 15081 الأحد 11 ربيع الأول 1435 العدد

في محافظة الرس التراب غالي .. والمواطنون يدفعون الثمن

المحافظ العساف لـ(الجزيرة): الإيقاف نفذناه بناء على توجيهات إمارة منطقة القصيم

الرس - خليفة الخليفة:

حلم كل شاب ومواطن هو امتلاك منزل العمر.

فبعد انتظار يمتد لسنين طويلة يأتي قرض صندوق التنمية العقاري للمواطن، وعينه تراقب حركة أسعار مواد ومتطلبات البناء المختلفة التي تشهد عادة ارتفاعاً في موادها كالأسمنت والأدوات الصحية والكهربائية والأيدي العاملة و غيرها. ولكن.. أن يشمل هذا الارتفاع ويصل إلى مادة التراب، وبالتالي تتضاعف أسعار الدفان في مدن صحراوية كالرس وخلال بضعة أسابيع قليلة لتصل إلى 100% فهنا يجب أن نتوقف، ونسأل عن الأسباب!؟.

(الجزيرة) قامت بجولة على عدد من أصحاب المباني الذين هم في مراحل التشييد الأولية. يقول المواطن عبدالله الطريفي: أقوم بدفن الميدة لعمارتي حالياً، وحقيقة وجدت صعوبة كبيرة جداً للحصول على الدفان (التراب الخام)، وعندما حصلت عليه وجدت الأسعار مرتفعة بنسبة 100% عن أسعارها قبل حوالي شهر. وهذا كثير جداً، لذلك نأمل أن يكون هناك حل سريع لهذه المشكلة.

أما المواطن محمد المحيسني، فيقول من جهته: أعمل منذ زمن في البناء وحقيقة ارتفاع التراب المعد للدفان هذه الأيام مبالغ فيه، وقد يكون للتجار مبرراً نجهله ومع ذلك نضطر للشراء ليستمر العمل رغم ما يسببه لنا من خسائر ونحن في بداية طريق تأسيس بيت العمر.

وخلال جولتنا قمنا بزيارة لأحد أصحاب النقليات المتخصصة في مواد البناء، محاولين استطلاع الوضع عن قرب.. فكان لقاؤنا مع سالم العلولا، الذي سألناه عن أسباب ارتفاع سعر التراب بشكل مفاجئ؟ فجاء الرد مفاجأة لنا: حيث حمّل الأسباب للمحافظة، وحاولنا منه أن يوضح أكثر فقال: البلدية حددت لنا من السابق أماكن لنقل التربة منها، وكانت الأمور تسير بشكل مرض للمواطن والتاجر، أما الآن فقد منعونا من نقل الأتربة ولم يحدد لنا مكان آخر بديل!؟.. وكما تشاهد ناقلاتنا متوقفة بلا عمل وندفع رواتب لسائقين شبه عاطلين، لذلك من خلال (الجزيرة) نطالب المسئولين بما فيهم المحافظة والبلدية بتحديد مكان لنا بديل لأخذ التراب منه ونلتزم بعودة الأسعار لما كانت عليه. وعن كيفية الحصول على التراب حالياً.. قال: نحضرها من أماكن بعيدة ومن أملاك خاصة وبالشراء المباشر من أصحابها، وهذا هو السبب الرئيس لارتفاع الأسعار حالياً.

وبسؤاله عن عدم استخراج رخص من الثروة المعدنية؟.. أفاد بالقول: أنه متقدم منذ ثلاثة سنوات للحصول على رخصة، ولم يستطع الحصول عليها للآن.

ولكي تكتمل الصورة وللإحاطة بكامل جوانب القضية، توجهت (الجزيرة) لمحافظة الرس، وسألنا عن سبب إيقاف التربة الذي أدى لارتفاع الأسعار؟.

فأفادنا محافظ الرس الأستاذ محمد العساف، بقوله: أنه مطلع على ارتفاع الأسعار، ويشعر بما يشعر به المواطن. مؤكداً: بأنه تم إيقاف التجار من قبل سمو أمير منطقة القصيم حتى يتم استخراج الرخص اللازمة من الثروة المعدنية، وبناء عليه تم توجيه البلدية بإيقاف نقل التربة وتنفيذ أمر سموه.

وعن إيقاف مقاولين مرتبطين بمشاريع حكومية كتنفيذ الطرق وتعبيد الشوارع؟ أفاد قائلاً: إنه تم إيقاف الجميع ما عدا المقاول المرتبط بتنفيذ «كبري» الدائري لأهميته الحيوية للمحافظة.

وعن إمكانية تحديد موقع آخر لتجار حتى ينتهي إصدار رخص الثروة المعدنية والتي قد تطول كما أفاد التجار؟ قال: السماح يأتي من الجهة صاحبة الإيقاف وهي إمارة منطقة القصيم والتي يحرص فيها سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن بندر، على خدمة المواطنين ومساعدتهم على النحو الذي لا يضر بالمصلحة العامة، ومتى ما سمح أو حدد لنا موقع بديل سأقوم بنفسي بالخروج لتحديد هذا الموقع، ونحن حريصون كل الحرص على المواطن وما يلحق بهم من ضرر جراء الارتفاع في الأسعار، وهو ارتفاع ملموس ووصلتنا شكاوي عدة من المواطنين حول ذلك. وأكد محافظ الرس، أنه تمت مخاطبة الثروة المعدنية، وأفادتنا: إن هناك لجاناً حكومية سوف تجتمع وتحدد مكاناً آخر لنقل التراب، ونحن ننتظر اجتماعاتها وقراراتها.