Thursday 16/01/2014 Issue 15085 الخميس 15 ربيع الأول 1435 العدد
16-01-2014

خالد الفيصل .. والتعليم

تهنئة صادقة للوطن بتعيين الأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم، لأنه باختصار شديد جاء وفي قلبه ألم من واقع التعليم العام، وفي عقله حل، هو في الواقع أفكار مختلفة، يمكننا تلمُّسها من خلال كلماته وخطبه. من يعرف الأمير خالد يدرك بأن التعليم العام سيدخل مرحلة جديدة، وهذا ليس كلاماً إنشائياً كُتب لمدح أمير!

وليس تمجيداً يختلق المحاسن لمنافقة مسؤول رفيع،، لا وألف لا، لأن خالد الفيصل أذكى من أن يصدق كل كلمة تُقال عنه، ولأن الناس الذين هم شهود الله، يعرفون جيداً أنه الأمير الذي يضع بصمة مميزة في كل موقع يتولى مسؤوليته، وعاشق للإبداع، ومحب للتجديد ومهتم بالتنمية ومشغول بالإنسان.

خالد الفيصل، جاء إلى التربية والتعليم، ليغيّر أولويات هذه الوزارة التي لم تتغير أولوياتها منذ تأسيسها، فالزمن تغير والتحديات اختلفت، وحربنا اليوم ليست على أمية القراءة والكتابة، حربنا اليوم على «أمية» أخرى أشد خطراً من أمية العلم، وهي أمية الفهم، والفهم هو أساس الفكر، وعمود التفاعل مع عالم تزيد حركته كل ثانية، لا يستكين ولا يتثاقل.

ولأننا لا نحتاج إلى متعلمين وحسب، يتوجب على الجهة التي تتولى التربية والتعليم، تطوير أدواتها، وتأهيل كوادرها، والاستفادة من الدعم الكبير الذي توليه الحكومة بقيادة الملك وولي العهد لهذا القطاع الحيوي، نحن بحاجة للرجل القوي الأمين، الذي ينفض غبار هذه الوزارة، ويجدد نشاطها، ويفعّل دورها، وينهض بها لتصنع جيلاً يستطيع تغيير الواقع ومسايرة التطور مع الالتزام بالثوابت التي لم ولن تقف حجر عثرة في طريق نجاحنا وتميزنا. لأننا بحاجة إلى مثقفين ومبتكرين ومواطنين صالحين، نحتاج أن نجعل كلمات قالها ذات يوم الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز شعاراً لمرحلة جديدة في التربية والتعليم «إن تربيتنا للشباب تقوم على ثلاثة أساسات العقيدة، والعلم، والعمل» يجب أن يتعلم أبناؤنا معنى الجد والاجتهاد، وأن يتعلموا في المدارس كيفية ترجمة العلم إلى عمل، وكيفية مواجهة التحديات، بإيمان عميق وعقيدة صلبة.

وزارة مثل التربية والتعليم، تعاني مشكلات لا تختلف كثيراً عن مشكلات الدوائر الحكومية الأخرى، يجب أن تتحرر من البيروقراطية، وأن يشعر المنتسبون لها اختلاف دورهم عن الموظفين الآخرين في جهات أخرى، ويجب أن تفتح الوزارة نوافذها للعالم، وأن تتقرب إلى المجتمع، فالتطوير لا يتحقق بخطوات أحادية تقوم بها الوزارة، لأنها يجب أن تجعل التطوير مطلباً اجتماعياً، يدعم الإرادة بالتغيير للأفضل.

وأقدم اقتراحي لسمو الوزير بأن يُؤسس أكاديمية لتأهيل المعلمين، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، يدرس فيها المعلمون لمدة عامين دراسيين، قبل توجيههم إلى المدارس، ويكون ذلك بعد توظيفهم وبعد إنهاء درجة البكالوريوس في تخصصاتهم، ويتلقون في هذه الأكاديمية مهارات التدريس، وتؤهلهم لحياة عملية مختلفة، وتقيم أيضاً دورات لمن هم على رأس العمل، لتنمية قدراتهم وتطوير أدائهم، وإثراء معارفهم.

نريد أن تكون وزارة التربية في المملكة نموذجاً في التميز والأداء الرفيع، وأن يحظى المعلم في هذه البلاد بحقوقه كاملة، وأن يشعر بأهميته اجتماعياً، وأن لا تبخل عليه الوزارة مادياً ومعنوياً.

ونريد من الوزير الأمير خالد أن يقف بقوة في وجه من يريدون تدمير وسطيتنا، من أعداء السماحة، وأعداء المواطنة، الذين يحاربوننا في الخفاء بخطط خبيثة ويحاربوننا في العلن بكذبهم وتأليبهم، فالوطن فوق الجميع، ولا مكان للأجندات والأحزاب والأفكار التي تستهدف وحدته وأمنه واستقراره.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب