Friday 17/01/2014 Issue 15086 الجمعة 16 ربيع الأول 1435 العدد

أول فنانة سعودية يقتني أحد أعمالها المتحف العالمي (تيت)

مها الملوح: مشاركاتي استجابة لمبادرة الملك عبد الله لتقارب الحضارات

كتب - محمد المنيف:

انطلاقا من شعورها وايمانها بأن للفن رسالة في كل مناحي الحياة، وأن الفنان صورة طبق الأصل من واقعه؛ دينا وعادات وتقاليد وأنه سفير لهذا كله عبر حضوره وتقديم إبداعه بما يمثل تراثه ويؤكد دور مجتمعه على أعلى مستوى من التواصل والتقارب بين ثقافته وثقافة المجتمعات الأخرى، دون انسلاخ أو تبعية، وبهذا يحقق النجاح ويجد الاحترام والتقدير.

لقد حققت الفنانة مها الموح خطوة جديدة في طريقها إلى العالمية باقتناء متحف (تيت) البريطاني ذي الشهرة العالمية أحد أعمالها وبذلك تكون قد توجت مرحلة من مراحل إنجازها. لقد سعدنا ونسعى لإسعاد قراء الصفحة من التشكيليين والمثقفين، وعشاق الفنون التشكيلية على اختلاف أساليبها أن نحتفي بالفنانة مها الملوح مما دفعنا إلى التواصل معها عبر الايميل فكانت الاستجابة أكثر إسعاداً لنا، وكانت رسالتها التي نطرحها كما هي دون تدخل أو تحريف أو صياغة، حرصا منا على نقل مشاعرها كما هي وكما أحسسنا بها، صدق في العمل ومصداقية في القول وثقة بما تقوم به بأنه من الوطن واليه.

تقول الفنانة مها الملوح في حديثها للصفحة:

أشارك بأعمالي الفنية في الداخل والخارج، والدافع الرئيسي لي هو دائما رغبتي بأن أحاول أقدم نماذج مشرفة للفن السعودي و التي تعكس حال المجتمع الحقيقية. لا يخفى على الجميع أننا نعيش عصر الانفتاح على العالم الذي لا نستطيع الهروب منه بوجود وسائل الاعلام الاجتماعية «السوشيال ميديا»من اليوتيوب وتويتر وفيس بوك. وهذا يلزمنا بعرض فننا بلغة العصر. فبعرضنا لقضايانا إنما نثبت للعالم أننا شعب سلام لدينا ثقافة ووعي وإدراك لمشاكلنا. ولدينا القدرة لإيجاد حلول لها مثل باقي العالم. لأن الاعترف بالمشكلة هو بداية الحل. في عرضي لفني أحاول أن أعرض فنا بلغة العصر لنستطيع الوصول للناس حولنا في كل مكان. أعمالي تتكلم عن حاجتنا كمجتمع عن أن نقف يداً بيد أمام العالم ونواجه التحدي. ندافع عن أنفسنا كسعوديين من خلال فننا الذي نستمده من ديننا و تراثنا. الطريقة الوحيدة للحفاظ على هويتنا وتراثنا هي إحياء التراث وتجديده بما يواكب العصر بحيث يكون جزءاً من حياتنا اليومية في المنزل في أدواتنا ومطبخنا، المدرسة المسجد المدينة. وهذا يتم بتحديثه و توليفه ليحاكي الأجيال الجديدة بطريقة تجعل من التراث أمامهم وليس خلفهم. لأننا إذا عرضنا التراث أو احتفظنا به كما هو.. فكأننا نعرض صوراً لأموات يرفضها الجيل الجديد والأجيال القادمة وإحياء التراث لا يتم إلا بإحياء الفنون بجميع أنواعها عن طريق دراسة الفن وتشجيع الإبداع والمؤسسات الفنية والأفراد والجاليريز و المشاريع الفنية الخيرية. فنحن نزور المتاحف حول العالم لنتعرف على حضارات سابقة عن طريق الانتاجية الإبداعية لهذه الشعوب، وهي الأشياء والأدوات التي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية من أدوات منزلية ولوحات ووسائل النقل؛ فالتراث هو بنية تاريخية متغيرة تزيد ثراء بفضل الانتاجية الابداعية للمجتمع. أو إلى تدهور وانحطاط بسبب تعطل هذه الانتاجية وركود المجتمع. وواجب كل جيل في اي مجتمع هو إثراء التراث بتجديده وتوريثه للجيل الذي يليه. والفن هو ما يطور التراث وهو الطريق الذي يأخذنا الى الامام و هو مستقبلنا. مرفق صورة العمل اللذي اقتناه متحف تيت وهو: اكل للفكر انستليشن ‹Food for Thought ‹2

عبارة عن صحون اوتباسي غضار قديمه كانت تستخدم في الأكل في جميع مناطق المملكة عندما تصبح الأدوات أو الشيء غير صالح للاستخدام الأصلي له فتوليفه لاستخدم جديد هو الحل للاحتفاظ بالتراث وتقديمه للأجيال الجديدة بصورة جديدة تتماشى مع العصر وكل هذه الأعمال تطورت نتيجة اهتمامي بإعادة تدوير واستخدام الأشياء في حياتنا من الأشياء الموجودة حول المدن في الحراج ،السوق، أماكن البناء المهجورة والصحراء.

لقد كان لاكتشاف البترول وزيادة الدخل اثر كبير على نمط حياتنا وطريقة معيشتنا. وعاداتنا وافكارنا ايجابا وسلبا. ومع الكم الهائل من الدخل للصرف والبراندنق (branding) العلامات التجارية القادمة التباهي بالجديد اصبحنا مجتمعا مستهلكا وولد لدينا ثقافة الرمي throw away› culture›.

أحاول أن اقدم مثالا للحداثة في الفن. فن يحاكي الشعوب هناك بأن يطرح ويعالج قضايا العصر، وذلك بابتداع أساليب وخامات تتوافق مع إنجازات العصر في مجال الفكر أو الخامات أو ما يتعلق بالشكل والمضمون. ودور هذه المعارض هو تفعيل الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة وإحلال الأمن والسلام، وإقامتي للمعارض الشخصية أو مشاركتي فيها ما هو إلا استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين والدنا الملك عبد الله للتقارب بين الحضارات. انتهت رسالة الفنانة مها الملوح وليس لنا إلا أن نقول: شكرا لك على إبداعك ومن يحمل معك الرسالة وبنهجك الوطني.