Friday 17/01/2014 Issue 15086 الجمعة 16 ربيع الأول 1435 العدد
17-01-2014

مطلوب (مواطن ملقوف)؟!

في بريطانيا استجوب ضابطان الأم (باولا آندرو)، بعد أن أوقفاها وهي تحاول مساعد طفلتها (مادي) على تعلُّم المشي في عامها الأول!.

السبب هو ورود اتصال من مجهول عبّر عن مخاوفه من أن تكون الطفلة تعاني من برد شديد، وأنّ الأم لا تبالي لهذا الأمر، ولكن الشرطة تفهّمت أنّ الطفلة (مادي) سعيدة بتعلُّم المشي مع أمها على شواطئ (سكاريورو) وهي ترتدي ملابس كافيه، وأنّ الأب يتجوّل بالقرب منهما، ولا مُبرر لتلك المخاوف التي وردت بالاتصال!.

طبعاً كنت أتمنى أن تكون القصة (سعودية) وأنّ الشرطة يمكن أن تأتي للتأكد أنّ (طفلاً) في مكان ما لا يتعرّض للأذى حتى من والديه أو أقرب الناس إليه، ولكنني أشك في ذلك؟! رغم أنني لا أشك إطلاقاً في وجود عدد كافٍ بيننا من (المدرعمين والملاقيف) ممن يشكون في سلوك وتصرف أي أحد، من أصحاب (البلاغات) إياها؟!.

بكل تأكيد نحن ننتظر صدور نظام (الحماية من الإيذاء) الذي يُقال إنه في مراحله الأخيرة بين وزارة العدل ووزارة الشؤون الاجتماعية، وأنّ (عشرين قاضياً) يعكفون على وضع ملاحظاتهم عليه قبل تطبيقه، ولكن حتى يصدر ويفعّل مثل هذا النظام ماذا يمكن أن يحدث؟!.

هل يمكن أن تبلغ الشرطة لرؤيتك (طفلاً) محبوساً داخل سيارة والده، والأخير يقف ليشتري (خبزاً) بينما حياة الصغير في خطر ؟! بل هل يمكن أن تتدخل لمنع (أب) من توبيخ وإيذاء أطفاله لفظياً أمام الناس في سوق أو حديقة ؟! كيف سينظر إليك الناس عندما تقول (لأم) تسحب طفلها من يده، في سوق وهو يصرخ بأعلى صوته، حرام عليك؟! اشتري له ما يريد ؟! هل تتجرأ لتقول (لأب) يدخن في السيارة ومعه أطفاله إنك تؤذيهم؟!.

جرّب أن تبلّغ الشرطة عن أيّ حاله مما ورد أعلاه (احتراماً للطفولة)، واكتشف كم نحن بحاجة لتغيير ثقافتنا، قبل تغيير قوانيننا!.

لأننا نخشى الإجابات التالية : (يا لقفك)؟! أحد مشتكي لك ؟! وش دخلك ؟! من راقب الناس مات همّاً؟! خل الناس تربي (عيالها) مثل ما تبي ... الخ؟! فلن يعبّر أحد عن مخاوفه على الصغار كما حدث مع الملقوف (البريطاني)!.

رغم أنّ (الملاقيف) عندنا أكثر!

وعلى دروب الخير نلتقي .

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب