Monday 20/01/2014 Issue 15089 الأثنين 19 ربيع الأول 1435 العدد
20-01-2014

معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر: بيرق في ساحة الوطن!

* د. عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر (مع حفظ الألقاب) بيرق في ساحة هذا الوطن، فهو الوزير والمربّي والمؤرِّخ والإنسان، واسمه محفور في أدبيات التاريخ والتنمية والحرف الجميل منذ خمسين عاماً!

* * * *

* عرفته ذات يوم من ذات عام قبل أكثر من أربعين حولاً، فلم أرَ ولم أسمع ولم أعلم عنه إلاّ كل شيء يعبّر عن نبل الطّبع، وسموّ الخلق، وحصافة العقل، وكلما تقدم به السن من عمره المديد الحافل بالمآثر والمناقب وشواهد الإنجاز، ازداد حكمةً ومعرفةً وعمقاً إنسانياً بلا تكلُّف ولا غرور!

* * * *

* بدأ مشواره الحياتي الحافل أميناً عاماً لجامعة الملك سعود عقب عودته من إنجلترا بالدكتوراه من جامعة لندن، ثم عمل وكيلاً للجامعة حتى عُيَّن رئيساً لديوان المراقبة العامة لمدة عامين بمرتبة وزير، فوزيراً للصحة للمدة ذاتها، ثم وزيراً لـ(المعارف) لمدة واحد وعشرين عاماً، قبل أن يعيّن في عام 1416هـ وزيراً للدولة وعضواً بمجلس الوزراء، ليبدأ منذ ذلك العام مشواراً آخر مشهوداً بالإنجاز.

* * * *

* وله - حفظه الله - سجل حافل من المشاركات الأدبية المكتوبة والمنبرية، ناهيك عن إبداعاته (الموسوعية)، بدأها بكتاب عام 1390هـ عن المرحوم الشيخ (أحمد المنقور فـي التاريخ) ثم أتبع ذلك بمجموعة قيّمة من المؤلّفات ظهر بعضها فـي أكثر من جزء واحد، بدْءاً بكتاب (أيْ بني) فـي خمسة أجزاء، و(إطلالة على التراث) فـي سبعة عشر جزءاً، وكتاب (يوم وملك)، في ثلاثة أجزاء ظهر آخرها فـي عام (1434هـ)، ثم كتاب (وسم على أديم الزمن) لمحات من الذكريات، وقد ظهر هذا الكتاب حتى الآن فـي خمسة وثلاثين مجلداً، بدأها فـي عام (1426هـ) وجاء أحدثها قبل أيام من هذا العام (1435هـ)، إضافة إلى الكتب الأخرى فـي الأدب والتاريخ والتراث.

* * * *

* سألت معالي الدكتور الخويطر ذات مرة، كيف يتحالف إنجازُه الأدبي (الموسوعي) وما يتطلّبه من وقت وجهد كتابةً وتدقيقاً ومراجعةً، مع التزاماتِ عمله الرسمي، وحِراكه الاجتماعي والإنساني، مشاركاً الناسَ أفراحَهم وأتراحَهم ؟ فقال: لا يخلو جيبي من ورقة أدوّن فيها موجزاً لوقائع اليوم وأحداثه وتأملاته، ثم تنضم إليها في اليوم التالي وما يليه من أيام أوراقٌ فأوراقٌ يتم فرزها فيما بعد، وقد انتخب منها مادة أو أكثر لموضوع كتاب أضعه وأخرجه للناس!

* * * *

* وقد تجلّى هذا الأسلوب باقتدار في مجموعته الضخمة (وسم على أديم الزمن) (35) مجلداً حتى الآن، لأنها رصدٌ حافل بأدق التفصيلات عن حراكه الرسمي والخاص عبر عدد من الأعوام.. وأدعو الله أن يمد في عمره صحةً وقوةً وسعادةً كي يكمل هذا المشوار الثقافي والتاريخي الممتع.

* * * *

وبعد..،

* فما أقسى مهمة الكتابة عن قامة وطنية رفيعة مثل أبي محمد، معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، ولو استجبتُ لأغراءِ الحرف ونشوة القلم، لكتبتُ عنه صحائف من القول المشحون بالحب له والإعجاب به والاستقصاء لمآثره، فقد خدم وطنه الكبير وما برح مدةً تنوف على الخمسين عاماً، بدءاً من جامعة الملك سعود، أميناً عاماً لها فوكيلاً، حتى تقلّد منصب وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، مؤسساً لنفسه عبر تلك المحطات قدَماً راسخة في العمل التنموي عامة والحكومي خاصة، ناهيك عن تجربته الإنسانية الطويلة التي يُحتذَى بها قدوةً صالحة في البذل الصامت والجاد، مقروناً بالولاء لدينه وحكومته وبلاده، فضلاً عن دماثة الخلق مع كل من عمل ويعمل معه!

* * * *

* فإذا أضفت إلى ذلك كله، قامته الأدبية الثمينة في دنيا الحرف الجميل، تكتشف سيرةَ شخصيةٍ عملاقةٍ مطرزةً بالحكمة والسكينة، وثراء الروح والوجدان ومثالية التعامل بين أهله ومحبيه والمعاصرين له في كل أدوار حياته!

* حفظ الله والدنا الدكتور عبدالعزيز الخويطر من كل سوء، وحفظ لهذا الوطن الجميل كل من سلك دربه بذلاً وعطاءاً وولاءاً!.

مقالات أخرى للكاتب