Monday 20/01/2014 Issue 15089 الأثنين 19 ربيع الأول 1435 العدد
20-01-2014

القطار والعبارات الحل الأمثل لجسر الملك فهد

منذ إنشاء جسر الملك فهد الرابط بين المملكة والبحرين قبل حوالي الثلاثين عاماً والجميع يدرك ما يعانيه المسافرون إلى البحرين عبر الجسر من معاناة تأخير وضربات شمس موجعة من جراء انتظارهم ساعات طويلة بسبب تعقيدات إجرائية وإدارية من قبل بعض الجهات ذات العلاقة، ناهيك عن محدودية نوافذ الخدمات في ظل ضخامة أعداد المسافرين عبر الجسر والذين يتجاوز أعدادهم المائة ألف مسافر يومياً خلال عطل نهاية الأسبوع ومواسم الإجازات.

لن أتحدث عن إزالة الحدود الجغرافية بين المملكة والبحرين وكذلك مع بقية دول الخليج الأخرى، على الرغم من توجه القيادات في الخليج للتسهيل على المواطنين الخليجيين من خلال التوصل إلى الخليج الموحد الخالي من الحدود، والتنقل بين دوله دون معاناة، وذلك على غرار ما يحدث في شرق العالم وغربه من تجارب، وإن كانت التجربة الأوروبية هي الأبرز، حيث تمكنت أوروبا الموحدة من إزالة كل الحدود والحواجز، وأصبح المواطن الأوروبي يتنقل بين دول القارة دون معاناة.

وطالما أننا غير مهيئين في الوقت الحاضر للوصول للخليج الموحد الخالي من الحواجز والحدود، فإن من حقنا كمواطنين أن نطالب تجنيبنا المعاناة عند تنقلنا من دولة خليجية إلى أخرى، خصوصاً في ظل توفر كل الإمكانات المالية التي يمكن تسخيرها لتحقيق ذلك.

أعود إلى جسر الملك فهد بين المملكة والبحرين، وما يعانيه المسافرون من التنقل من خلاله, وأؤكد أنه بإمكان الجهات المسؤولة في دولتي المملكة والبحرين من إنهاء تلك المعاناة تماماً، وليس مجرد الحد منها، ويمكن تحقق ذلك عبر ثلاث قنوات على النحو التالي:

1 - استمرار التوسع في عدد نوافذ تقديم الخدمات الجمركية والتأمينية والجوازات، وتفعيل استخدام التقنية في كل الخدمات المقدمه للمسافرين عبر الجسر واختصار الإجراءات التي يمرون من خلالها.

2 - إنشاء قطار بين المملكة البحرين يكون بمحاذاة الجسر، وتقديم كل الخدمات الميسرة للمسافرين عبر هذا القطار بين الدولتين، مع إمكانية ربط هذا القطار بشبكة قطارات تربط كل دول الخليج ببعضها البعض، ونرجو من المسؤولين في الجسر تسريع الدراسات التي تتم لديهم في هذا الخصوص.

3 - استخدام العبّارات المائية في تنقل المسافرين وسياراتهم بين المملكة والبحرين، والاستفادة من تجارب الدول التي حققت نجاحاً في استخدام تلك العبارات، ومن أهمها تركيا. وقد طرحت هذه الفكرة من قبل أحد مسؤولي الجسر في أحد البرامج التلفزيونية الحوارية أخيراً, ونتمنى الاستعجال في وضع هذه الفكرة محل التطبيق الفعلي.

ختاماً الحلول كثيرة وكثيرة إذا ما أراد المسؤولون عن جسر الملك فهد أن يبحثوا عنها، أما أن نتربع على كراسي المسؤولية لثلاث عقود زمنية, ونحن نشهد مواطني المملكة والبحرين يعانون الأمرين من السفر عبر الجسر دون تحريك ساكن، فهذا ما لا يمكن قبوله. وباختصار فإن ما يحدث على الجسر الرابط بين المملكة والبحرين من معاناة للمواطنين لا يعكس أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين.

dralsaleh@yahoo.com

الأمين العام لمجلس التعليم العالي

مقالات أخرى للكاتب