Monday 20/01/2014 Issue 15089 الأثنين 19 ربيع الأول 1435 العدد
20-01-2014

نموذج لامرأة من بلادي

أن تكون محبا للعلم مصرا على أن تنهل منه دون أن تثنيك عوائق ما أو يخجلك واقع معين - وجدت نفسك مجبرا عليه - ساعيا لتطوير نفسك فلا تقف عند عثرة ولا تتعذر بمسؤوليات أو مشاغل بل تنهض بها ومعها وتتقبل واقعك الذي أثقلت دقائقه بالعمل وجعلته يحفل بالكثير.

ذلك يدعوك لتقدير ذاتك وتسعد بإنجازك وتطمئن على مستقبلك الذي سيكون بتفويق الله تعالى مبهرا متغيرا نحو الأجمل كما يفخر بك كل من يسمع حكاية إصرارك وحبك للعلم كنت كذلك سعيدة وفخورة بشابة سعودية تمثل نموذجا مشرفا لامرأة من وطني بدأت خطواتها الأولى في التعلم كبيرة واستمرت في الدراسة ونيل الشهادة تلو الأخرى بعزيمة ومثابرة مستثمرة وجودها في المدرسة كمستخدمة في الحقيقة لم أتوقع أن أجدها يوما، وقد وجدت في البلاد الغربية مثلها كثيرات وهن يتحدين واقعهن فالواحدة منهن تعمل وتدرس وتكون إما أيضا مسؤولة عن أسرة.

(عدوة عايض) قابلتها مؤخراً في الثانوية الأولى بالدرعية تمارس عملها في المدرسة حينا ثم تلتف في حلقة مع التلميذات حينا آخر وقد ألفنها كثيرا وقدمن لها ما تحتاجه من مساعدة في الدروس شعرت أنهن على صغر سنهن يحترمنها كثيرا حتى أنهن بمساعدة معلمتهن غيرن مسماها الوظيفي فبدلا من مستخدمة أو مراسلة لقبنها بمهندسة الصحة المدرسية!

تلقى بطلتنا الدعم والمساندة أيضا من معلماتها ومديرة المدرسة الأستاذة غنيمة الجرجير أشعرني كل ذلك بالجو الأسري بينهم وقتها كنا في محفل تربوي بالمدرسة وقد تم تقديمها بفخر واعتزاز كطالبة بالمدرسة واشتركت فيما قدمته الطالبات من إنجاز لافت حتى أن المساعدة للشؤون التعليمية بمكتب تربية وتعليم شمال الرياض الأستاذة نور الهدى غزالي شجعتها كثيرا وسلمت عليها بحرارة.

جاءتني بابتسامتها الصادقة وهي تقدم ضيافتها كأروع ما يكون وتحدثت بالكثير من الرضا عن تجربتها فقالت : ولدت في قرية نائية فلم أحظ بالتعليم وحين تزوجت صغيرة انتقلت حيث يعيش زوجي درست في مدارس محو الأمية ونلت الشهادة الابتدائية وعملت في مدرسة متوسطة فأكملت دراستي انتسابا طبعا بحكم عملي ولما نلت شهادة المرحلة المتوسطة طلبت نقل عملي لمدرسة ثانوية حتى يمكنني متابعة دراستي والحمد لله تعاونت المسؤولات معي وانتقلت للثانوية الأولى بالدرعية والآن أكمل دراستي في الصف الأول ثانوي وبإذن الله تعالى أواصل حتى أحصل على الجامعة!

والدي ووالدتي وزوجي يساندونني وبناتي وابني الصغير أيضا وفي المدرسة المعلمات يشرحن لي في حصص فراغهن والطالبات أيضا وأجد تعاونا كبيرا من قبل إدارة المدرسة ومنسوباتها ولله الحمد ويمثل ذلك دعما كبيرا لي لمواصلة مشواري التعليمي أعتقد أن القارئ فخور بها وربما تمنى لها الكثير من الدعم من قبل المسؤولين.

مقالات أخرى للكاتب