Tuesday 21/01/2014 Issue 15090 الثلاثاء 20 ربيع الأول 1435 العدد
21-01-2014

الموضة والبخيل

البخيل ليس من (يمسك) النقود و(يصك عليها)، هذا السلوك لا يعدو كونه نتيجة لمشكلة أعمق تتعلَّق بفطرة البشر، تخيّل أن الناس لا تستهويها (الموضة) ولا تهتم بأي جديد تنتجه الحياة، هذا يعني أن (الكوت) الأسود الشتوي، سيبقى على متن صاحبه لسنوات طويلة حتى يبلى مع الزمن.

تخيل أن الناس لا يستهويها جديد التقنية، ستجد أنهم بقوا على أول هاتف (هندل) اخترعه الإنسان، فيما كل شخص اشترى سيارة سيمكث عليها حتى تتوقف عن الحركة، وقس على ذلك.

هذه سنة كونية جُبل الناس عليها، حتى باتت الحياة تتغيَّر في كل ثانية، وقيل: «إنك لا تنزل إلى النهر مرتين»، من هنا تأتي مشكلة البخيل، من حيث أنه عطَّل (غريزة) حب الجديد والتماهي مع الموضة وبات بذلك مخلوقاً يختلف عن الآخرين.

البخيل يشبه الحيوان في عدم اكتراثه بالجديد، وفي كونه لا يغيّر من نفسه إلا إذا أفسد الزمان شيئاً من ممتلكاته، وفي أنه لا يشعر بالموضة ولا بحركة الزمان والمكان، وأنه يعمل كل شيء في حياته بالمجان.

وكون البخيل لا يتماهى مع الموضة، فمن الطبيعي أنه لا يدفع النقود، لهذا هو (يكنزها) في صندوقه، فمهمتها انتفت طالما أنها لا تأتي له بالجديد، فالمشكلة لديه ليس في الكنز، ولكن في (نفسيته) التي لا تطيق (الموضة) ولا (الجديد) الأمر الذي أفسد معه (فطرة الله التي فطر الناس عليها) في حب الجديد والتطور.

النتيجة في تقديري أن البخيل بات بخيلاً لأنه لا يعي معنى (الموضة) والجديد التي تتطلب بذل المال من أجلها، وفي كتاب البخلاء للجاحظ ما يفسر هذا المعنى.

نكتة:

سُئل بخيل: ماذا تفعل في الشتاء حين يشتد البرد؟

قال: أقترب من المدفأة..

قيل له: فإذا اشتد أكثر، ماذا تفعل؟

قال: أقترب أكثر..!!

قيل له: وإذا اشتد البرد والصقيع أكثر و أكثر..!!

قال: أشعل المدفأة!!

nlp1975@gmail.com

مقالات أخرى للكاتب