Wednesday 22/01/2014 Issue 15091 الاربعاء 21 ربيع الأول 1435 العدد
22-01-2014

السعوديات يمتن (غرقا)!

استيقظت الرياض صباح نهاية إجازة الأسبوع على كارثة غرق ست فتيات في أحد تجمعات مياه الأمطار لتزهق أرواحهن خلال دقائق معدودة - رحمهن الله وتقبلهن مع الشهداء- المحير في الأمر هو نوع الكارثة ونوع الضحايا رغم إيماننا بقضاء الله وقدره، الفتاة السعودية يتم تربيتها لتكون ضحية لكل شيء، فهي منذ ولادتها وحتى وفاتها خارج نطاق المسؤولية والاعتماد عليها، بحجج كثيرة أغلبها ما أنزل الله بها من سلطان، تموت الفتاة السعودية غرقا ببساطة لأنها لا تعرف السباحة، وعلى ذمتي أن من يعرفن السباحة قلة قليلة جدا، وهذه القلة القليلة وإن عرفت السباحة فيستحيل أن تعرف كيف تنقذ غريقا، رغم وجود نص ديني يحث على تعليم السباحة لكن النصوص الدينية متى ماخالفت هوى البعض فيما يخص المرأة فيتم الالتفاف عليها أو ردمها بتجاهلها، كل المشاكل التي تتعرض لها المرأة السعودية تساهم ثقافة المجتمع وتهميشه لها بتفاقمها، لذلك يجب علينا المعالجة بالعودة إلى الأساس والبحث في جذور المشكلة التي غالبا ما يكون سببها سيطرة المجتمع الذكوري في السعودية وإهماله معالجة مشاكل المرأة في كل المجالات وهذا ما جعل المرأة السعودية في مجال الاقتصاد تهرب بما يقارب عشرة مليارات ريال سعودي خارج السعودية لأن مجتمعنا يحارب المرأة التاجرة أو سيدة الأعمال ويضيق عليها الخناق بحجج مختلقة لا توجد في أي دولة من دول العالم الأخرى بما فيها دول إسلامية، وهو أيضا مما ساهم في انهيار الطبقة الوسطى في السعودية وازدياد رقعة الفقر وكثرة العاطلين عن العمل لتحييد المرأة وإبعادها عن سوق العمل والتضييق عليها وظيفيا ومحاربة تواجدها في أي مكان غير البيت، هذا غير غزو مرض السكر والضغط لغالبية النساء السعوديات وهن في سن مبكرة إذ أن كل الأمكنة ترفض مساعدتها في الخروج من مشاكلها الصحية والاجتماعية، لذلك فالمرأة السعودية محكوم عليها بالغرق في كل اتجاه وفي كل مجال !

Twitter: @sighaalshammri

مقالات أخرى للكاتب