Wednesday 22/01/2014 Issue 15091 الاربعاء 21 ربيع الأول 1435 العدد

الفيصل يصل إلى منترو .. و«الوزاري العربي» يعقد اجتماعاً تنسيقياً .. ومون يبحث ملفات المؤتمر مع العربي

«جنيف 2» ينطلق اليوم بعزيمة دولية ونية حسنة لحل الأزمة السورية

( مونترو) جنيف - عواصم - وكالات - موسكو - سعيد طانيوس:

ساعات قليلة تفصل العالم لانطلاق أعمال مؤتمر جنيف لحل الأزمة السورية بترقب وأمل، لإنهاء نزاع استمر أكثر من 3 سنوات وأدى لمقتل أكثر من 130 ألف قتيل وخلف 500 ألف جريح وأكثر من 3 ملايين لاجئ. وعلى الرغم من الشكوك التي ألقتها التجاذبات حول دعوة إيران في اللحظة الأخيرة إلى المؤتمر وسحب الدعوة فيما بعد التي كادت تهدد انعقاد جنيف - 2 اليوم الأربعاء، تواصلت التحضيرات على قدم وساق في مدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان لانطلاق أعمال المؤتمر الذي سيعقد في فندق (لو بوتي باليه) القصر الصغير. وقبل ساعات من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سحب الدعوة التي كان وجهها إلى إيران لحضور المؤتمر كان اسم إيران مكتوباً بالأسود بالإنجليزية على لوحة صغيرة بيضاء على طاولة إلى جانب أسماء الحكومة والمعارضة السوريتين و42 دولة أخرى ومنظمة مدعوة. ودافعت الأمم المتحدة بقوة أمس الثلاثاء عن استبعادها إيران من المؤتمر توجيه روسيا وطهران انتقادات إليها. وقال نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق إن إيران لم تقدم البيان المكتوب الذي وعدت به بشأن النزاع في سورية ولذلك فقد اضطر بان كي مون إلى استبعادها. واضاف حق أن الأمين العام يحرص على أن تتفاوض الدول المشاركة في جنيف2 (بنية حسنة). وقال مسؤولون في المنظمة الدولية إن بان كي مون أمضى عدة أيام من التفاوض مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإقناع إيران بإعلان تأييدها لبيان (جنيف - 1). وقال فرحان حق للصحافيين: لقد جرى تفاهم شفوي قاد الأمين العام إلى الاعتقاد انه سيتبعه تفاهم مكتوب .. لكن في الحقيقة فالعكس هو ما حدث، فإيران أعلنت الموقف نفسه الذي تبنته سابقاً. وأضاف فرحان: من غير المعقول أن يشارك طرف في المحادثات إذا لم يكن يدرك (أساس المناقشات).

وفي حين انتقد وزير الخارجية الإيراني أمس قرار مون بسحب الدعوة مطالباً إياه بـ(تقديم أسباب حقيقية لسحب الدعوة)، نصّب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفسه محامياً عن إيران ودافع عنها إلى حد الاستماتة في مؤتمر صحفي في موسكو أمس، داعيا إلى رفع العقوبات الدولية عنها ومعرباً عن أمله في أن لا تعرقل (عقوبات مفتعلة) تنفيذ الاتفاقات حول إيران. واعتبر لافروف أن سحب الدعوة من إيران لحضور “جنيف - 2” كان خطأً لكنه أضاف في الوقت نفسه أن هذا القرار ليس كارثياً. وزعم لافروف أن تغيير النظام ليس جزءاً من المبادرة الروسية - الأمريكية الخاصة بالتسوية السياسية في سورية وعقد مؤتمر “جنيف - 2”. وقال لافروف: سنذهب إلى مؤتمر “جنيف2” وسنطرح موقفنا كي يبدأ الحوار بين الأطراف السورية دون أية شروط مسبقة، واعتبر أن غياب إيران عن المؤتمر لن يسهم أيضاً في الجهود الرامية إلى ضمان وحدة العالم الإسلامي بما في ذلك ما يخص التعاون في مجال محاربة الإرهاب.

بدوره أكد مصدر في الوفد الروسي لمحادثات “جنيف - 2”، حسبما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن أول محادثات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة التي ستبدأ هذا الأسبوع في جنيف ستستمر ما بين 7 و10 أيام وستتبعها جولة أخرى من المحادثات. وبدأ اعتباراً من بعد ظهر أمس وصول أعضاء الوفود الرسمية المشاركة في المؤتمر إلى مدينة مونترو السويسرية بغياب إيران بعد سحب الدعوة الموجهة إليها. ويمثل وفد المملكة إلى مؤتمر “جنيف 2” صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي وصل مساء أمس إلى مونترو.

وقد عقد وزراء الخارجية العربية بعيد وصول سموه اجتماعاً تنسيقياً للتهيئة لانطلاق أعمال المؤتمر وتدارس الأجندات . كما بحث بان كي مون في جنيف مساء أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي التنسيق لمؤتمر “جنيف 2” والمفاوضات السورية - السورية التي ستتبع المؤتمر، حيث أعربا عن مخاوفهما بشأن تأثير الأزمة الإنسانية السورية على المنطقة خاصة دول الجوار السوري. ويشارك الائتلاف السوري المعارض في مؤتمر جنيف - 2 وسط انقسامات تعصف به خصوصاً بعد انسحاب المجلس الوطني السوري منه وفي ظل شكوك حول قدرته على تطبيق أي اتفاق محتمل قد يتم التوصل إليه لحل النزاع في سورية المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات. وقد وصل وفد المعارضة السورية إلى مونترو مساء أمس يتقدمه رئيس الائتلاف أحمد الجربا. كما وصل ممثل النظام السوري وزير الخارجية وليد المعلم أيضاً إلى مونترو وقبيل وصوله قال المعلم بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إن موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها أو بمقام (الرئاسة) وقال إن لدى سورية رغبة بإنجاح هذا المؤتمر. وينطلق المؤتمر وسط إجراءات أمنية مشددة وترتيبات على أعلى المستويات .

موضوعات أخرى