Wednesday 22/01/2014 Issue 15091 الاربعاء 21 ربيع الأول 1435 العدد
22-01-2014

المنطقة الشرقية والحاجة إلى إستراتيجية

المتابع لنشاطات سمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية يشهد حركته الدؤوبة في محافظات المنطقة وحماسه لخدمة جميع المحافظات وتكرار توجيهاته لمسؤولي المنطقة بأهمية خدمة المواطن والمقيم على أفضل وجه ممكن وذلك تماشياً مع توجهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله-.

المنطقة الشرقية تحوي 11 محافظة وتعد أكبر مناطق المملكة مساحةً، بل إن بعض محافظاتها تفوق مناطق أخرى بأكملها مثل محافظة الأحساء التي يبلغ عدد سكانها 1063112 وهو رقم يفوق عدد سكان كل من مناطق الباحة ونجران والحدود الشمالية، وفي حالة احتساب عدد سكان المحافظات الأخرى الأقرب للأحساء يزداد الرقم كثيراً. هناك أيضاً محافظة حفر الباطن وعدد سكانها 389993 والدمام بعدد سكان يبلغ 903597 والخبر بعدد سكان يبلغ578500 والقطيف بعدد سكان 524182 وغيرها من المحافظات ذات الكثافة السكانية الأقل كالجبيل وراس تنورة والخفجي وبقيق والنعيرية وقرية العليا.

هذا الحجم للمنطقة الشرقية يجعلها بحاجة إلى إستراتيجية جديدة ومختلفة عن بقية المناطق الصغيرة بالمملكة تبدأ بالسؤال: هل تستمر المنطقة الشرقية بحجمها الحالي كمنطقة إدارية واحدة أم أنه حان الأوان للنظر في إعادة توزيعها إلى ثلاث مناطق تشمل الدمام والخبر والقطيف كمنطقة واحدة والأحساء وما حولها منطقة ثانية وحفر الباطن وما حولها منطقة ثالثة؟

من الناحية الإدارية النظرية أرى مثل هذا الأمر إيجابياً ويستحق أن يدرس على أعلى المستويات وربما يأتي ضمن مقترح طرحناه سابقاً بإعادة توزيع مناطق المملكة لتصبح مناطق متقاربة في الحجم والكثافة السكانية بما يتوافق مع الطبيعة الجغرافية والسكانية وطبيعة نمو ومستويات المدن. ولكن وباعتبار أن ذلك الأمر لا يبدو متوقعاً لاحتياجه إرادة وهيكلة إدارية كبرى لسنا مستعدين لتنفيذها في الوقت الراهن، فإنه يأتي السؤال الثاني نحو صنع إستراتيجية تنموية متوازنة للمنطقة ويتمثَّل في كيفية ربط أجزائها لتشكل كيان متكامل ومتجانس ومكمل لبعضها البعض، لا تسير فيه التنمية منحازة لمحافظة أو مدينة دون الأخرى.

وللتوضيح؛ المنطقة الشرقية تمتاز بتنوّع محافظاتها ومدنها، البحرية والزراعية والتاريخية والصناعية والحضرية والريفية، لكن هل يجد ساكنها السهولة في التنقّل بين هذه المحافظات والمدن؟ أم أن المواطن والمقيم يجد الأمر أكثر سهولة الانتقال لجدة ومدن الخليج والرياض وغيرها من المدن البعيدة منه الانتقال للمحافظة الأخرى بالمنطقة؟ بل هل يتداخل سكان المناطق ويتفاعلون مع بعضهم البعض أم أن كلاً منهم يعيش في محافظته معزولاً عن معرفة ما يدور بالمحافظة المجاورة له وكأنهم لا ينتمون إلى منطقة واحدة؟

من هنا يأتي الهدف الإستراتيجي في إلغاء التباعد بين محافظات المنطقة بعضها عن بعض وتفعيل الاندماج بينها، كجزء من الوطن الأم، المملكة العربية السعودية.

هل هناك خطط لقطارات بينية بين محافظات المنطقة؟ هل هناك خطط لطيران محلي يسافر بين محافظات المنطقة؟ هل هناك خطط لتوزيع المؤسسات الرسمية وتحفيز المؤسسات الخاصة لتكون موزعة على مختلف المحافظات بدلاً من تركيزها في مدينة واحدة؟ هل هناك تأثير إيجابي لشركات المنطقة الكبرى وجامعاتها على كافة محافظاتها أم أن كلاً منها متقوقع داخل مجمعه أو مدينته دون شعور بمسؤوليته الاجتماعية على مستوى المنطقة ومحافظاتها ومدنها المختلفة؟

المنطقة الشرقية « أم الخير» ما زالت كنوزها السياحية والتاريخية والثقافية بحاجة إلى إبراز وهذا يتطلب إستراتيجية ورؤية تجيب عن الأسئلة أعلاه. وكما بدأنا بذكر جهود سمو أميرها فإننا نعتقد أنه لن يزعجه اقتراحنا بأهمية وضع أو تطوير - في حال وجودها - إستراتيجية تنموية متقدمة للمنطقة الشرقية.

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب