Friday 24/01/2014 Issue 15093 الجمعة 23 ربيع الأول 1435 العدد
24-01-2014

التعصب الرياضي «لا وجود له في حياة المراهق السعودي!!» 1-2

في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة الرياضية بين الأندية الكبار، ويكثر الحديث عبر وسائل الإعلام المختلفة عمّا يسمى «التعصب الرياضي»، في هذا الوقت الساخن الذي يُعتبر عند البعض البيئة الحاضنة للتعصب، يناقش الباحث تركي بن حمود سليمان العامر دراسته الموسومة بـ»العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتعصب الرياضي لدى طلاب المرحلة الثانوية (دراسة ميدانية على عينة من طلاب مدينة الرياض) والمقدمة إلى قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لنيل درجة الماجستير والتي ُأعدت تحت نظر مرشد الباحث العلمي أ د. إبراهيم بن مبارك الجوير، أستاذ علم الاجتماع المعروف.

وقد اختار الباحث هذه الشريحة من المجتمع طلاب المرحلة الثانوية « كما يذكر في مطلع دراسته لأنها بداية لتشكل هوية الفرد والاستقلالية في الشخصية والميول.

وتوصل الباحث من خلال استجابات المبحوثين إلى عدد من النتائج المهمة التي تجيب عن تساؤلات البحث وتحقق الأهداف التي يسعى الباحث الوصول إليها من خلال هذا العمل العلمي المحكم الذي يسبر فيه صاحبه موضوعاً مجتمعياً مهما، ومن أهم هذه التوصيات ذات البعد التربوي والاجتماعي والسلوكي الذي يجب أن ينال حقه من الاهتمام في هذا الوقت بالذات ما يلي:

* أن العدد الأكبر من الطلاب يقضون وقتاً طويلاً في الحديث عن الرياضة داخل الصف، بالإضافة إلى إحضار الملابس الرياضية للأندية التي يشجعونها، مما يعني لدى الباحث أن الرياضة قد أخذت حيزاً مهماً من حياتهم، وربما سبب ذلك أنها تعزز جزءاً من رغباتهم وحاجتهم للترفيه في مرحلة المراهقة.

* تقل نسبة الطلاب الذين يبتعدون على أصدقائهم في الصف عن الطلاب الذين يمارسون سلوك العنف، إذ لا يزال بينهم قدر من الود والاحترام في التعامل مع المشجع للفريق المنافس، ويدل على ذلك عدم تعديهم على الآخرين في مدرستهم وعدم السخرية منهم.

* أن العدد الأقل من الطلاب يمارسون سلوك التعصب من خلال الكتابة على جدران المدرسة والتعدي على الآخرين لأجل النادي، وهذا يعني أنه السلوك السيئ المرتبط بالرياضة لايزال منبوذاً لديهم.

* أن العدد الأكبر من الطلاب متحفظون على ما يتعلق بالسلوك التربوي للوالدين وبعض الممارسات في المنزل، كالاحتفاظ بشعار النادي الذي ينتمون إليه ورؤيته دائماً في غرفتهم وعلى أجهزتهم المحمولة، كما أنهم يرون أن تشجيع الوالدين لناد ما يؤثر على ميول الابن ويعزز فيه سلوك التعصب.

* لا يرى الطلاب أن للوالدين دورا في سلوك التعصب الرياضي حينما يتخاصمون فيما بينهم جراء اختلاف ميولهم التشجيعية، كما أنهم لا يرون أن المنطقة السكنية التي يعيشون فيها، أو التفرقة من قبل الأب بين الأبناء بسبب تشجيع أحد الأبناء للنادي الذي يشجعه، أو حتى إجبار الابن على تشجيع ناد معين يؤثر على سلوك التعصب ومن ثم يولد عنده العدوانية على الغير.

* يرى العدد الأكبر من الطلاب أن التفاعل مع الأندية التي يشجعونها في وسائل الإعلام يعزز فيهم سلوك التعصب بشكل كبير، حيث يكتسبون بعض القناعات من وسائل الإعلام، وهذا الاتجاه يتوافق مع النظريات الاجتماعية والسلوكية التي تؤكد دور الإعلام في بناء التصورات وتعزيز السلوكيات لدى الشباب في مرحلة المراهقة على وجه الخصوص.

* أن الطلاب من خلال استجابات العبارات السابقة ما يزالون في المستوى المعقول من التشجيع ولم يصلوا للتشجيع المذموم والممجوج بدليل أنهم متوقفون عن بعض ممارسات التعصب التي تتجاوز على حقوق الآخرين.

* يرفض عدد من الطلاب الممارسات السيئة التي تتجاوز على حقوق الآخرين، حيث أنهم لا ينشرون الهتافات السيئة ضد الأندية، ولا يحرصون على الدخول إلى منتديات الأندية المنافسة في حال خسارة فريقهم.

* يرى الطلاب المبحوثين التوقف عن سلوك العنف واستخدام القوة في الرياضة، وهذا يعني أن التشجيع في هذه المرحلة ما يزال في الحد المعقول ولم يتجاوز ذلك لاستخدام العنف المنطلق من الميول والنادي.

* يرى الطلاب عينة الدراسة أن التعصب الرياضي بين طلاب المرحلة الثانوية لا يصل إلى العنف بدليل أن المشجع لا يسافر لأجل حضور المباريات أو أن يكره قريبه أو صديقه لأجل الميول.

* يرى العدد الأكبر من الطلاب أن التشجيع لا يزال في مستوى مقبول، ولذلك فقد توقفوا في 23 عبارة تعزز سلوك التعصب، وربما أن البعض منهم غير مكترث بالتشجيع ويتخذ ذلك للتسلية فقط.

* رفض الطلاب عينة الدراسة للسلوك العنيف في التشجيع، فهم كما جاء في استجاباتهم لا يكرهون من يشجع الأندية المنافسة، بالإضافة إلى أنهم ليسوا على استعداد لدفع مبالغ مالية حين يمر ناديهم بأزمة مالية وهذا يدل على أن التشجيع لديهم لمجرد التسلية وقضاء الوقت.

هذا عن التوصيات ذات الصلة بالجانب الكيفي في موضوع الدراسة وأترك «الكمي» للأسبوع القادم بإذن الله، دمتم بخير وتقبلوا صادق الود والسلام.

مقالات أخرى للكاتب