Friday 24/01/2014 Issue 15093 الجمعة 23 ربيع الأول 1435 العدد

«من بادي الوقت» .. تزين ركن أم مشعل في المهرجان

بين العدسة والرسم والنسيج .. نسوة الجوف يجذبن أنظار زوار مهرجان الزيتون

الجوف - محمد الرويلي:

شهدت الدورة الثالثة لجائزة الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز للأسر المنتجة حضوراً ومنافسة غير مسبوقين من أكثر من 200 أسرة إلى جانب مشاركة 16 من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتشارك غالبية الأسر في معرض الأسر المنتجة الذي تنظمه جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بالتعاون مع فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الجوف الذي يصاحب مهرجان الزيتون للاستثمار والتسوق سنوياً بإشراف مباشر من صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حرم أمير منطقة الجوف ورئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبدالعزيز النسائية الخيرية بالجوف، وتبذل سموها جهوداً كبيرة في خدمة هذة الأسر، فقد أطلقت جائزة الأميرة سارة بنت عبدالله للأسر المنتجة في لتشجيع هذه الأسر في تطوير منتجاتها وتسويقها وتحفيزها على التنافس والذي يهدف إلى جودة الإنتاج.

ففي قسم السدو تعرض أم عبدالمحسن مريفة مطيلق الشراري قطعاً فاخرة من السدو منسوجاً بطريقة فنية تم حياكتها خلال أسبوعين، أما البعض الآخر منه فتم العمل عليه خلال سنة كاملة، تتراوح قيمة منسوجات أم عبدالمحسن من ألفين ريال إلى سبعين ألف ريال للقطعة.

بينما تبيع سميرة أحمد سليمان القطايف المصنوعة من وبر الإبل والتي تنفذها يدويًا بمدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع بسبعة آلاف ريال، كما تبيع البسط والمفارش بخمسة آلاف ريال، ومجسمات بيوت الشعر الصغيرة بألف وخمسمائة ريال، بينما تبيع لفافات الأطفال وبعض أعمال السنارة والمزاهب بخمسة وعشرين ريالاً.

أما الكفيفة مكيدة بنت عبدالله الرويلي والتي فقدت بصرها وهي في سن السابعة من عمرها إلا أن بصيرتها لم تزل بفضل الله تعالى متقدة، فقد أبهرت زوار الزيتون وهي تخيط الملابس وتبيعها على الزوار، كما تقوم بنسيج وغزل الصوف وصنع السدو، مكيدة لم تستسلم للإعاقة فقد قامت طوال تلك السنين برعاية أسرتها وتربية مواشيها حيث تمتلك قطيعًا من الأغنام إلا أنها استطاعت أن توازن ما بين ارتباطها بغزل السدو وطلب الراغبين في إنتاجها من السدو وما بين رعي الأغنام.

وفي مهرجان الزيتون أيضًا كان للرياضة حضور ملفت بين النساء في قسم السدو حيث تعرض أم نايف الرويلي إنتاجها من السدو والذي خصصت لنادي العروبة فقط بعد صعود نادي العروبة لدوري عبداللطيف جميل، إذ صنعت عدة شعارات وأعلام وأربطة باللون الأخضر والأزق والأصفر والذي يشكل تمازجها شعار نادي العروبة، أم نايف باعت على عدد من المشجعين والإداريين بالنادي من القسم الإداري والفني عددًا من مشغولاتها التي وفر لها ولأسرتها دخلاً جيدًا على حد وصفها.

بينما شاركت أم مشعل الشمري بقصائد خالد الفيصل التي شكلت فيها من النسيج قطع شعرية في غاية الروعة تمازجت بها جمال المفردة ودهشة التصيميم، كما شاركت بشجرة الأسرة الحاكمة وبعدد من شعارات وزارة التربية والتعليم.

بينما تقوم ستيرة الدعيجا بالعرض والتي تشارك في المهرجان للمرة الثالثة على التوالي بعرض (الميركة)، كما شاركت بمهرجان الجنادرية وسوق عكاظ الذي حصلت فيه على جائزة المركز الثالث لمدة سنتين، وتقول الدعيجا عن الميركة المأخوذة من جلود الإبل إنه يقوم بصنعها الرجال بعد دبغها بدباغ «النجب»، وهو خشب يتم تكسيره وطبخه ثم يضع على الجلد، وبعد أربع وعشرين ساعة يتم تجفيفه، وبعد ذلك يتم وضع قشور الرمان المطحونة مع البعيثران والملح ويطوى على الجلد لمدة ثلاثة أيام بعيدًا عن الهواء والشمس، وذلك بوضع قماش يسمح بتسرب الماء ثم يتم صبغه بصباغ «البرنوق» وبعد ذلك تضع عليه الخواتم بعد خيط الجلد ببعضه وتوضع على شداد الإبل في مقدمات «الذلول» عند السباق والأعياد والاحتفالات.

أما أم جازي عيده الشراري فتعرض الربيد الذي يوضع على جنوب الإبل «الرحول» وتعرض «الساحة» التي تفصل بين قسم الرجال والحريم في بيوت الشعر وهي بمثابة القاطع غير أنه مطرز تطريزاً يدوياً بخيوط مصنوعة من وبر الإبل وتم تلوينها بألوان متعددة.

وفي أقسام الماكولات الشعبية والطبخ تقف أم مشعل نعمة العنزي لتبيع مع بناتها الجريش والمرقوق وورق العنب وخبز المصلية وخبز الصاج، تتراوح الأسعار في ركن أم مشعل بين العشرة ريالات والثلاثين ريالاً غير أن نفسها المميز بالطبخ جعل وشهرتها في منطقة الجوف بالطبخ جعلت زوار الزيتون والمتسوقين يزدحمون عند ركنها. كما كان للرسامات والفنانات حضور في ركن الزيتون حيث تعرض رئيسة نادي الفن التشكيلي بجامعة الجوف سارة العوذة التي تتمنى أن تفوز لوحتها المشاركة بمسابقة المؤتمرات العلمية بالرياض وتقول العوذة إن تشجيع الأسرة والموهبة إذا اجتمعت بيدي الفنان فإنها تخلق فنية واسعة الدلالات والمعاني الفنية. الجدير بالذكر أن العوذة عضو بجمعية الثقافة والفنون بالجوف سبق لها المشاركة بعدة معارض شخصية نظمتها الجمعية، كما أنها حاصلة على جائزة النادي الأدبي الثقافي بالجوف حاصلة على العديد من الدورات الفنية ومشاركة بالنوادي الصيفية بالمنطقة: تحفيظ القرآن، المحاور الناجح، تعليم الرسم، صنع الإكسسوار، ودورة كيف أنمي موهبتي وأصبح مبتكرة.

كما كان للعدسة حضور باهر حيث لفتت التقاطات عدسة فتاة الجوف المصورة شريفه عبدالله النصيري أنظار الزائرات والمتسوقات في جناح الأسر المنتجة المقام في مهرجان الزيتون السابع للاستثمار والتسويق.