الحَازِمِيَّان وَجَازَان

تُنْبِئْكَ عَنْ خَلَجَاتِ الشِّعْرِ جَازَانُ

فَالشِّعْرُ فِيْهَا وَمِنْهَا الشِّعْرُ عِنْوَانُ

حِجَابُهَا يَتَسَامَى وَابْنُه حَسَنٌ

فِيْه وَفِيْهَا وَلِلإِبْدَاعِ فُرْسَانُ

مَدِيْنَةٌ في خَيَالِ الشِّعْرِ فاضِلَةٌ

فِيْهَا لَه غُرَرٌ تُرْوَى وَدِيْوَانُ

يَرْقَى أَبُو حَسَنٍ فِيْهَا بِمَوهِبَةٍ

يَزْهُو بِهَا أَمَلٌ سَامٍ وَإِيْمَانُ

تَارِيْخُهَا شَاهِدٌ فِيْمَا يُؤَلِّفُه

عَنْهَا وَيُبْدُعُه فِيْهَا فَتَزْدَانُ

فَيَرْتَقِي شَاعِراً فِيْهَا وَفِي أَدَبٍ

تُضَاءُ مِنْه بِفَيْضِ الشِّعْرِ أَوطَانُ

قَرَأْتُ هَذَا بإِهْدَاءَاتِه كُتَباً

تَجَاوَزَتْ مُسْتَوىً بِالحُسْنِ مَنْ كَانُوا

وَمِشْعَلٌ قَدْ تَبَدَّى فِي يَدَيْ حَسَنٍ

فَاسْتَكْمَلَتْ مِنْه ضَوءَ الفِكْرِ جَازَانُ

إِبْدَاعُه قِصَصٌ يَرْوِي بِهَا عِبَراً

أَفْكَارُه ضَوَّأَتْهَا فَهْيَ مَيْدَانُ

مَورُوثُ جَازَان مَعْنَىً مِنْ ثَقَافَتِهَا

مِنْ بَعْدِ أَنْ طَالَهَا شَكٌّ ونِسْيَانُ

قَدْ قُدِّمَتْ لِشَبَابِ اليَوم فِي وَطَنِي

عَنْ قِصَّةِ الأَمْسِ فَالتَّارِيْخُ بُرْهَانُ

أَجْدَادُهُمْ سَجَّلُوهَا فِي مُعَايَشَةٍ

لَهَا أَحَادِيْثَ مَنْ كَانوا وَقَدْ بَانُوا

مَسِيْرَةٌ أُهْمِلَتْ جَهْلاً بِقِيْمَتِهَا

أَعَادَهَا حَسَنٌ فَالنَّبْضُ يَقْظَانُ

أَضْحَتْ لَنَا أَدَباً جَازَانُ تَنْشُره

نُوراً بِه حَسَنٌ حُسْنٌ وَإِتْقَانُ

للهِ دَرُّكُمَا قَدْ زَادَ قَدْرُكُمَا

حَتَّى تَوَشَّاه فِي جَازَانِ عِرْفَانُ

فَامْتَدَّ فِي وَطِنِي فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ

فِيْها انْتَمَى لَكُمَا حِسٌّ وَوِجْدَانُ

فَأَنْتمَا لِبِلادِي صَوتُ ذَاكِرَةٍ

تَبْقَى وَإِنْ مَرَّهَا دَهْرٌ وَأَزْمَانُ

تُجْلَى لَدَى الشَّعْبِ إِيْقَاعاً يُسَامِرُهُمْ

لا يَعْتَرِيْه مَعَ الأَيَّامِ خُذْلانُ

فِيْه تُؤَدَّبُ أَجْيَالٌ فَتَحْفِزُهُمْ

نَحْوَ المَعَالِي وَلِلتَّأْثِيْرِ أَلْوَانُ

يُوَاصِلُونَ طَرِيْقَ المَجْدِ فِي وَطَنٍ

مَا انْتَابَه مِنْ ضِيَاءِ المَجْدِ نُقْصَانُ

فَالحَازِمِيَّانِ تَاهَتْ فِيْهُمَا ضَمَدٌ

فَخْراً فَصَارَ لَهَا فِي مَوطِنِي شَانُ

للهِ دَرُّكُما قَدْ زَادَ قَدْرُكُمَا

وَازَّيْنَتْ فِيْه بِالإبْدَاعِ جَازَانُ

- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل