Saturday 25/01/2014 Issue 15094 السبت 24 ربيع الأول 1435 العدد
25-01-2014

إبعاد الإرهابيين عن مؤتمر جنيف 2

قبل عقد مؤتمر جنيف (2) بذل النظام السوري وحلفاؤه في إيران وروسيا والصين وأبواقه الإعلامية في لبنان والعراق والجزائر وحتى بعض الصحفيين في مصر، بذلوا جهوداً لم تتوقف حتى الآن بحرف المؤتمر عن أهدافه الأساسية، وهو تشكيل حكومة بديلة تتسلم إدارة الأوضاع في سوريا بدلاً من بشار الأسد وجماعته القتلة الذين رفعوا قائمة الضحايا إلى قرابة ربع مليون مواطن وملايين المهجرين الذين شُردوا من مدنهم، وضعفهم من ملايين اللاجئين الذين لم يجدوا لهم مكاناً في بلادهم فالتجؤوا إلى البلدان الأخرى.

مناصرو حكم الإبادة والاستبداد حاولوا ولا يزالون صرف أهداف وعمل مؤتمر جنيف من استبدال هذا الحكم الإرهابي الذي رفضه الشعب السوري، بحكم يتوافق مع قيادات وإرادة الشعب السوري. وبدلاً من العمل على تهيئة الأوضاع وتكوين حكومة بديلة تدير مرحلة سورية المستقبل بطرح هؤلاء الذين يعملون لمصلحة فرد قاتل على حساب مصلحة شعب إلى بحث ما يسمونه بـ(الإرهاب) الموجه لسورية..!!

الإرهاب الذي أصبح مشجباً لكل من يبحث عن وسيلة للهروب من محاسبة الشعوب، يعرف المجتمع الدولي وفي مقدمته دوله التي تقف إلى جانب نظام بشار القاتل، فهذه الدول تعرف أكثر من غيرها من الذي يصنع الإرهاب في المنطقة، ومن الذي جلبه إلى سورية، ومن الذي سيوفر له الملاذ الآمن والاتساع إذا ما استمر هذا النظام.

الإيرانيون ونظام بشار الأسد لديهما سجل زاخر بدعم المنظمات والأحزاب الإرهابية، وأجهزة المخابرات الدولية تعلم ولديها سجلات بما حصل في الأعوام الماضية من عمليات إرهابية ومَن الدول التي كانت وراءها تحويلاً وتنفيذاً ورعاية.

وفي كل قارات العالم السبع لم تسلم دولة من إرهاب نظام سورية ونظام ملالي إيران اللذين يمتلكان العديد من الأذرعة الإرهابية التي تتعقبها أجهزة المخابرات الدولية، وتعلم هذه الأجهزة عن دور دمشق وطهران في تنفيذ الكثير من الأعمال الإرهابية سواء داخل سورية أو في المنطقة العربية أو داخل القارة الأوروبية وحتى في الدول الآسيوية وفي أمريكا الشمالية واللاتينية.

أرشيف كامل ورصد دائم للأعمال الإرهابية التي نفذتها الأذرع الإرهابية لهذين النظامين، ولذلك فقد كان يسعى دمشق وطهران ومن ورائهما الدول الحليفة لهما بأن تكون أولوية مؤتمر جنيف (2) بحث الإرهاب في سورية، وهو نوع من (الضحك على المشاركين) لأن الجميع يعرف من هم الإرهابيون. ولعل عدم دعوة إيران إلى مؤتمر جنيف كان أحد أسباب مرور اليوم الأول للمؤتمر بسلاسة دون إزعاج، لأن مشاركة مثل هؤلاء لابد أن تربك أعمال المؤتمر مثلما حاول (معلم الفوضى) وزير خارجية سورية أن يحدث ذلك، إلا أن صبر بان كي مون ضيع الفرصة على هؤلاء الإرهابيين الذين لا يستطيعون أن يعملوا إلا باستشراء الفوضى.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب