Saturday 25/01/2014 Issue 15094 السبت 24 ربيع الأول 1435 العدد
25-01-2014

وعاظ أمريكا: جيمي سويقارت..!

لم يكن جيري فالويل هو الواعظ الوحيد الذي زكمت سيرته الأنوف، فقد عاصره، ومنذ خمسينات القرن الماضي واعظ آخر، يدعى جيمي سويقارت، وهذا الواعظ، الذي ولد في مدينة صغيرة، في ولاية لويزيانا الجنوبية، عاش فقراً مدقعاً في طفولته، وشبابه، واضطر أن يسكن مع زوجته في سيارة متنقلة، وفي أقبية منازل معارفه، وفي الغرف الملحقة بالكنائس، وكان يهوى الفن، ويغني، وفي ذات الوقت يجوب المناطق الريفية، في ولاية لويزيانا، كواعظ في الكنائس، ويبدو أنه كان يدرك أن الوعظ الديني سيصبح تجارة مربحة بالنسبة له، ولذا عمل بكل جد لأن يصبح واعظاً شهيراً.

تطور أمره مع مرور السنوات، وبدأ يظهر في برامج تلفزيونية، ثم مع مرور الوقت، أصبح اسمه معروفاً في عالم الوعظ التلفزيوني (الإفانجالزم)، ثم أسس منظمة خاصة به، يتبعها الملايين، وتبث برامج يستمع لها الكثير من المسيحيين حول العالم، خصوصاً في أمريكا الجنوبية، وأصبح من كبار الأثرياء، تماماً كما كل تجار الدين في كل زمان، ومكان، وبالفعل فقد كان متحدثاً فصيحاً، يخدر الأتباع ببلاغته، وممثلاً بارعاً، يستطيع تقمص أيّ دور تقتضيه مصلحته، خصوصاً ما يتعلق باستقطاب الأتباع، ولكن الأيام الجميلة، القائمة على الدجل، والخداع، والطمع لا تدوم طويلاً.

كان الواعظ سويقارت قد تسبب بأضرار بالغة لواعظٍ آخر، يدعى مارفن قورمان، وقد انتقم منه هذا الأخير شر انتقام، إذ تتبعه حتى تمكن من الإيقاع به، في يوم مشهود من عام 1988، والتقط له صوراً فوتوغرافية، وهو بصحبة فتاة ليل، في فندق صغير، وقد صعق المجتمع الأمريكي باعتراف سويقارت بجرمه على الملأ، ولا يزال منظره وهو يبكي، ويطلب العفو عالقاً بالأذهان، إذ إن كل وسائل الإعلام الأمريكية نقلت اعترافه، وتحدثت عنه طويلاً!، فهل، يا ترى، انتهى الأمر عند هذا الحد؟!.

لا.. لقد عاد سويقارت للوعظ، بعد أن انتهت عقوبته، وعاد البسطاء لواعظهم!!، ومع ذلك، فقد تم القبض عليه مرة أخرى، في عام 1991، أيضاً بصحبة فتاة ليل، في إحدى مدن ولاية كاليفورنيا، وذلك من قبل الشرطة، وقد تم عقابه أيضاً، ولكنه عاد للوعظ مرة ثالثة، ولا زال يمارسه حتى اليوم، ولا يزال كثير من الأتباع يتابعون مواعظه، ويتبرعون لمؤسسته، ويدافعون عنه!!، وكما نردد دوماً: طالما أن هناك دهماء، وبسطاء، فسيكون هناك وعاظ، يستغلون سذاجتهم للتكسب المادي المريح.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب