Tuesday 28/01/2014 Issue 15097 الثلاثاء 27 ربيع الأول 1435 العدد
28-01-2014

وزير الثقافة البولندي في «الجزيرة»

كان جميلا بجريدة الجزيرة ممثلة برئيس التحرير الأستاذ خالد المالك استضافة وزير الثقافة والتراث الوطني بجمهورية بولندا (بوجدان ردرويفسكي) في مقرها، وإتاحة الفرصة لكتّاب الجزيرة وكاتباتها محاورة الوزير والتعرف عن كثب على الدولة الأوربية وتراثها العريق، والتي قد تكون مجهولة لكثير من الناس نتيجة الأحداث السياسية التي مرت بها بولندا، والتي بسببها قطعت العلاقات الدبلوماسية بينها وبين المملكة لوقوعها تحت سيطرة المعسكر الشيوعي، ولكن الاتصالات عادت رسمياً عام 1989م بعد انهيار الشيوعية واستقلال بولندا وقامت العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1995م وأقر أول سفير للمملكة في أكتوبر 2001م.

كان الوزير البولندي دمث الخلق مهذبا سعيدا بزيارته للمملكة، مأخوذا بتطورها ونموها، وأبدى سعادته بزيارة إسطبلات الخيول العربية في ديراب وأسهب بالحديث عن الخيول، كما سره ما رآه في المملكة من تاريخ وحضارة، وكان مسرورا بزيارته للمعارض التشكيلية الوطنية.

ولمن يرغب في معرفة تاريخ بولندا؛ فإنه بعد هزيمة نابليون، اتفقت النمسا وروسيا على تقسيم بولندا فيما بينهما، وأصبح البولنديون على مدى مائة عام شعبا بلا دولة، وبعدها قامت مملكة بولندا مجددا عام 1916م ولكنها عاشت حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بسبب التهديد السوفيتي والألماني المستمر، ونتيجة لاحتلال القوات السوفييتية وبسط سيطرتها الشيوعية على بولندا باتت غير موجودة على الخريطة الأوروبية عام 1939م، إلا أنها قاومت وأُعلنت نفسها في عام 1952م كجمهورية شعبية بدستور جديد وصعدت الحركة الديمقراطية وتمكنت من تشكيل أول حكومة غير شيوعية، وفي مايو 2004م أصبحت بولندا عضوا في الاتحاد الأوربي.

تحدث وزير الثقافة مزهوا بالثقافة البولندية التي تميزت بالتنوع لارتباطها بالتغير الذي صاحب تاريخ البلاد، ولم يُخفِ حزنه وهو يشير لمحاولات الصمود أمام تأثير الدول المجاورة التي احتلت بولندا كألمانيا والاتحاد السوفيتي. وذكر بفخر أهم الشخصيات الثقافية البولندية مثل الكاتب والشاعر آدم ميتسكيفتش، والمؤرخ ريشارد كابوشينسكي، والرسام يان ماتيكو والموسيقار فريدريك شوبان.

خرج المجتمعون مع الوزير مغتبطين لاسيما حينما علموا أن البولنديين يعتبرون من أفضل المجتمعات تعليماً في أوروبا حيث توجد في بلادهم 126 جامعة وطنية من بينها 17 عامة و22 تقنية. عدا عن عدة جامعات خاصة. وتضم الجامعات طلبة من جاليات عربية من ضمنهم سعوديون، ويعمل فيها أكثر من 100 ألف عالم نصفهم من حملة شهادة الدكتوراه.

سيكون المواطن السعودي سعيدا بامتزاج الثقافة البولندية بالثقافة السعودية لمزيد من الثراء المعرفي والتنوع والانفتاح!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب