Friday 31/01/2014 Issue 15100 الجمعة 30 ربيع الأول 1435 العدد

الحريق..؟!

كيف الحديث.. وهذه الأمصار

خلف الحريق - يلفها إعصار...؟!

بل كيف أكتب - يا زمان - قصيدتي

وعلى الجهات.. جحافل، وحصار..؟!

كلماتنا ذبحت..، وكل حروفنا

صارت هباء - والكؤوس تدار..!!

جفت مآقينا..، وكل بحارنا

نضبت، وماتت، حولها، الأشعار..!

صارت قصائدنا تموت بمهدها

وتقطعت - من حزنها - الأوتار..؟!

هذا العراق - به - تموت حمائم

ونوارس.. هل تقتل الأطيار..؟!

والشام - في أرجائه - شبيحة

مثل الوحوش الضاريات أغاروا..!

وهناك - في اليمن السعيد - قبائل

أذكى المذابح - بينها - الأشرار..!

ودم الكنانة صار يخضب نيلها

وبغت - على أهرامها - الأقدار..!

علقت - بشرق الأبجدية - نارها

وبغربها.. حطب الخلاف، ونار..!

هذي بلادي - في الحريق، أواره

من أهلها..، ومن العدو أوار..؟!

يا أيها الزمن الرديء.. هزمتني

بين الأنام، وضامني استعمار..!

***

ما للعروبة.. أحرقت أنوارها

وبكل أرض.. تشعل الأنوار..؟!

ما للعروبة.. أسقطت أقمارها

وبكل أرض.. تسطع الأقمار..؟!

ما للعروبة.. حطمت أسوارها

وبكل أرض.. ترفع الأسوار..؟!

ما للعروبة.. عطلت أدوارها

وبكل أرض.. تنهض الأدوار..؟!

إني حزين، حائر بعروبتي

فلوضعه.. كل العقول تحار..!!

داري - علي - تهدمت جدرانها

وسقوفها.. فمتى يقام جدار..؟!

في أمة شل البلاء شعوبها

أوليس - بين رجالها - أخيار..؟!

هبوا - لنجدة أمتي، وحبيبتي

هبوا - جميعاً - أيها الأحرار..!

من ذا يراها من بنيها - غادة

شب الحريق بها، وليس يغار..؟!

سقط القناع عن الجميع، ولم تعد

تخفيهم الأسرار، والأستار..؟!

صاروا - جميعاً - ضدنا، وتكتلوا

وإلى الغنيمة في الظهيرة ساروا

***

يا أيها العرب.. الذين تفرقوا

شيعاً.. أما لشعوبكم أنصار..؟!

يا أيها العرب.. الذين تذابحوا

أوليس - فيكم - حكمة، ووقار..؟!

تعبت شعوب.. تسفكون دماءها

تعبت ديار - خلفكم -، وقفار..!

لا يستقيم - على الصراط - مقامر

لا يستوي مجد - لنا -، وقمار

والنصر.. لا يأتي لقوم خنع

لهم القطيعة، والخلاف.. شعار

يا حكمة الله القريبة.. أمطري

تحتاج غيثك.. هذه الأقطار

يا حكمة الله الرشيدة.. أمطري

فينا - كما تتهطل الأمطار

عار علينا.. أن نقاتل بعضنا

وعدونا.. يجني الغنائم.. عار..!

عار علينا.. أن نقاتل بعضنا

والدين يجمع بيننا، وجوار..!

عار علينا.. أن نقاتل بعضنا

ودم العروبة نافر..، موار..!

أبكي على قومي، وحد سيوفهم

لرقابهم - متوجه..، بتار..؟!

أبكي على قومي، وحبل رباطهم

متقطع....، وعروشهم..، تنهار..؟!

أبكي على قومي، وهم في حيرة

لعدوهم..... تتوجه الأنظار..؟!

أبكي على قومي، وكل فخارهم

مجد مضى، هل في القبور فخار..؟!

فيقوا.. أفيقوا يا أحبة مهجتي

ما فات مات..، وما لكم أعذار..؟!

أنتم هنا..، هذا الزمان زمانكم

هل في الزمان - لكم - يضيء نهار..؟!

لا.. إنه ليل طويل، سرمد

فمتى سيطوى ليلنا..، ويدار..؟!

حمد العسعوس الخالدي - الدوحة - قطر