Tuesday 04/02/2014 Issue 15104 الثلاثاء 04 ربيع الثاني 1435 العدد
04-02-2014

لماذا ...!

لا أدري لماذا نحاول أن نجعل دوما من الأوهام حقائق؟، ونؤمن بذلك، ونطلب من الناس أن يؤمنوا بذلك؟، لماذا نتشدق بالوطنية وفي الوقت نفسه نبيح لأنفسنا إهراق دم الوطنية وإزهاق روحها؟، لماذا نمضي في الخطيئة ضد قيمنا ومبادئنا وناسنا وأهلنا ووطننا ونزهو بتقليد غيرنا دون حكمة ودون وعي ودون إدراك أو شعور؟، لماذا ندعي الكمال والنزاهة ونحن نغوص حتى رؤوسنا في وحل الخطيئة والهزيمة والانكسار؟، لماذا نصل إلى نقطة اللاعودة في غالب الأمور فنرجع صفر اليدين بخفي حنين؟، لماذا لا نوازن بين الوهم والحقيقة؟، وبين الواقع والخيال؟،لماذا نفرط في التفاؤل ونحن لم ندرك ما الذي نريده؟، لماذا نترك فضاء الساحة للمرتزقة والمأجورين والمدفوعين والمؤلبين والذين في قلوبهم مرض ينشرون أفكارهم الغثة الكسيحة وندعهم يتكاثرون كالذباب، بأصوات مبحوحة، وأقلام بائسة، وكلام مملوء بالكذب والبهت والنفاق والقيح والصديد؟، لماذا نمنحهم الفرص تلو الفرص ونحن نعرف يقيناً بأنهم مرضى يتلبسون الوهم ويمارسون التسطيح، وفق خواء فكري وسقم عقلي؟، لماذا نحن شعب يغلب عليه طابع العاطفة اللامتناهية التي بلا حد؟، لماذا كثيراً ما ننساق وراء عواطفنا دون تفكير بالأسباب أو تدبر بعواقب الأمور؟، حتى جعلنا الآخرين يقرؤون جيداً تصرفاتنا وتفكيرنا ومشتهانا بوضوح تام ثم يمارسون علينا طلاسمهم الخرافية وأفكارهم المنحرفة؟، لماذا نحن دائماً نئن كالمخنوقين ونزحف بخطى عبثية منفلتة محاولين طمس خطايانا وردم آثارها الرخوة؟، لماذا نحاول أن نشرع أذرعتنا للآخرين الغرباء ونغلقها بقوة عندما نقابل بعضنا بعضا؟، لماذا أرواحنا أخذت تغلقها الرؤى السيئة وتترسب في أعماقها صور الجحود والنكران؟، لماذا لا نبرح نحوم حول اليابسة والتخوم الواهية؟، لماذا صارت لأحلامنا أضغاث؟، ولأجسادنا ارتعاشات قلقة؟، لماذا نتمسك بخيوط الفجيعة ونستشف بوادرها من خلال اضطراباتها المفضوحة؟، لماذا لأصواتنا ترنيمات لها وقع مخالف؟، لماذا ما زالت أزمنة الوهم والتوهم وانعطافات سنين الجدب الموحشة تلوح لنا بين فينة وأخرى؟، لماذا نحس برمال فواجعنا ومآسينا وهي تسفى كاشفة عن معالم ما اقترفته أيدينا في ما مضى من حقب أعمارنا؟، لماذا نبقى راسخين في مآسي مهاتراتنا؟، لماذا نطوف دائماً بين ركام الهم والغم والفجيعة؟، لماذا نجعل الأدخنة السوداء ترسم لنا هالات باذخة بالتأرجح والترنح وتستوطن فضاءنا الرحب؟، لماذا نسى غالباً تجليات الفرح وجماليات الحياة ونهرع للهم والقبح؟، لماذا لا نركب الصعاب بتحد ونروضها لبلوغ مآربنا بعيداً عن الكسل الممنهج؟، لماذا نحن حراس للماضي العتيد نشتد إليه ونمد إليه أيدينا ونحاول أن نمسك عنوة بذيوله الطرية الهشة؟، لماذا يعترينا الخوف من المستقبل ونرتجف منه بأجساد ناحلة مثل نبتة صغيرة أضناها العطش؟،لماذا نحاول أن نطفو فوق المياه رغم المد المشوب بالرياح العاتية وسخونة الهواء؟، لماذا عندما نعتلي التل ننعطف باتجاه الخلف نتراءى مفترق الطرق دون سابق معرفة؟، لماذا ننغمس في الأشياء التي احتوتنا وتنتابنا أحاسيس وجلة تتفاقم بين ثناياها ومن حولها الأسئلة؟، لماذا نصبح مأوى للظنون والشكوك ونجعل منها وجوداً حياً؟، لماذا نبقى واجمين جامدين ونحن نرى الأشياء من حولنا تمر مر السحاب؟، لماذا دائماً نتأرق ولا ننام بهدوء كالأطفال؟، لماذا لدينا ثمة انتظار غامض؟، لماذا أحياناً نأنس لنقيق الضفادع ولا نحب سماع الأصوات الناعمة؟، لماذا يفوح من أعماقنا اشتهاء التراخي ويقبع في أرواحنا اشتهاء الكسل ونرفض أن نفوز؟، لماذا ؟ لماذا؟ لماذا .....؟

ramadanalanezi@hotmail.com

ramadanjready @

مقالات أخرى للكاتب