Thursday 06/02/2014 Issue 15106 الخميس 06 ربيع الثاني 1435 العدد
06-02-2014

لقد صدق: هذا أيسر الطرق للوصول إليها ؟؟

** بعض البسطاء بالحياة لديهم من الرؤية الصائبة والصادقة - في بعض الأحيان - ما هو أكثر من الذين بلغوا شأواً كبيرا بالعلم والمعرفة.

وهؤلاء البسطاء يظفرون بالسعادة بأبسط الطرق وأيسرها!

لا تزال تدور في مخيلتي هذه القصة التي قرأتها وجاءت على شكل حوار والتي تتمحور بين رجل مجرب متعلم وبين صياد بسيط.. وكيف انتصر هذا البسيط على هذا الرجل بوصوله إلى أسهل الطرق للوصول إلى السعادة بالحياة لنقرأ هذه القصة.

«جلس رجل أعمال بالقرب من شاطئ في قرية صغيرة، ورأى صياداً في قاربه الصغير يصطاد السمك بكميات وفيرة, فسأله رجل الأعمال كم تستغرق من الوقت لاصطياد هذه الكمية الوفيرة من الأسماك؟ فقال الصياد أصطادها برمية واحدة.

انبهر رجل الأعمال وسأل الصياد متعجباً: «إذاً لماذا لا تبقى وتصطاد المزيد من الأسماك؟» فأجابه الصياد: «لكني اصطدت ما يكفي لي ولعائلتي». فسأله رجل الأعمال من جديد: «وماذا تفعل بقية اليوم؟» فأجاب الصياد: «عادة ما أستيقظ في الصباح الباكر وأذهب إلى البحر لاصطياد القليل من الأسماك، ثم أعود إلى المنزل لألعب مع أطفالي قبل أن آخذ قيلولة مع زوجتي في الظهيرة, وفي المساء أقضي الوقت في اللعب مع أصدقائي في المقهى».

عندها عرض عليه رجل الأعمال المساعدة فقال له: «حسناً أنا أحمل الدكتوراه في إدارة الأعمال وباستطاعتي تحسين ظروفك, لماذا لا تقضي وقتاً أطول في الصيد وتبيع ما يزيد من الأسماك ثم تشتري قارباً أكبر وتصطاد أسماكا أكثر؟».

فسأله الصياد: «وبعد؟» أجاب رجل الأعمال قائلاً: «بعد ذلك تشتري المزيد من القوارب وتوظف الصيادين ليصطادوا لك، ثم تبيع كمية كبيرة من السمك وتوفر المال لتبني مصنعاً للسردين». فقال الصياد مجدداً: «وبعد؟» فقال رجل الأعمال: «بعد ذلك تنتقل إلى المدينة وتؤسس مقراً لتدير منه أعمالك والأفرع الأخرى وتشتري منزلاً كبيراً».

ثم قال الصياد: «وبعد؟» فقال رجل الأعمال: «عندما تصبح ثرياً ستتقاعد وتشتري منزلاً قرب الشاطئ فتذهب إلى البحر صباحاً لتصطاد السمك من أجل التسلية، ووقت الظهيرة تلعب مع أبنائك وتأخذ قيلولة مع زوجتك وتقضي فترة المساء باللهو مع أصدقائك».

عندها تعجّب الصياد وسأل رجل الأعمال بدهشة قائلاً: «عجيب! أليس هذا ما أفعله الآن».

***

لا أجد كلمات أعلق بها على هذه المحصّلة التي وصل إليها هذا الصياد:

لقد ظفر بالسعادة دون أدنى عناء ودون أدنى طمع .

=2=

** لا مبالاة..!

** أحياناً تحس أنك بحاجة إلى أن تعيش حالة من «اللامبالاة» حول كثير من الأشياء التي تصدمك في حياة الناس وتعاملهم.. ووجوههم ذات الألف وجه..!

و((اللي عقد روس الحبال يحلَّها))!.

=3=

** آخر الجداول

- للشاعر: أبو القاسم الشابي:

((لستُ يا أمسيَ أبكيك لِمَجْدٍ أو لجاهْ

سلبته منَّيِ الدُنا, وبزّتْني رداهْ

إنما أبكيك للحبِّ, الذي كان بَهاهْ

يَملأ الدنيا فأنَّى سرتُ في الدُنيا أراهْ))

Hamad.a.alkadi@gmail.com

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi

مقالات أخرى للكاتب