Saturday 08/02/2014 Issue 15108 السبت 08 ربيع الثاني 1435 العدد
08-02-2014

مترو الرياض.. تأجيل الفرح!

عندما وجَّه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - جميع الجهات الحكومية بالتواصل مع الإعلام، ونشر ما يخص مشروعاتها، فإن ذلك التوجيه الكريم يأتي لمتابعة تنفيذ المشاريع على أرض الواقع، إلا أن بعض الجهات - وقد يكون بحسن نية - تتجه إلى المبالغة في النشر عن بعض مشاريعها قبل أن يتم حتى البدء بالتنفيذ، وحينما تعترض بعض المعوقات تنفيذ المشروع تكون ردة الفعل سلبية مقارنة بحجم النشر الإعلامي السابق عن المشروع؛ ولهذا فإن التعاطي الإعلامي مع المشاريع يجب أن يكون وفق آلية تتواءم مع مراحل التنفيذ ولا تسبقه كثيراً، باستثناء الجانب التعريفي بالمشروع الذي يكون في البداية ومحدوداً من حيث المدة الزمنية.

o اليوم المواطن لم تعد تغريه كثيراً الحملات الإعلامية الصاخبة؛ فكم من مشروع صاحبته ضجة إعلامية كبيرة، وفي النهاية لا شيء على الأرض. ولعل أقرب مثال بعض المدن الاقتصادية التي عُملت لها (بهرجة)، وسرعان ما اختفت البهرجة والمشروع بين ليلة وضحاها.

o الأداء الإعلامي أمرٌ مطلوب ومهم لكل مشروع، لكنه متى ما تجاوز الحدود المعقولة التي تتناسب ومرحلة كل مشروع ستكون نتائجه عكسية، وتفقد المتلقي الثقة متى ما شعر بأن حجم الرسالة الإعلامية يتجاوز المنجز الحقيقي من المشروع بمراحل كبيرة.

o تنشط هذه الأيام الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالتعريف بمشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، ويصاحب هذا الاهتمام المتزايد إقامة معارض كبيرة، تحتوي على مجسمات وخرائط، ويصاحبها ورش عمل ومحاضرات تحدثت حتى عن أسعار التذاكر، وكأن المشروع سينتهي خلال أيام. جميل أن يكون هذا الاهتمام بمشروع تاريخي، سيغيّر معالم الحياة في الرياض، ويؤسس لمرحلة تنموية جديدة. ومهما بلغ الاحتفاء بالمشروع إعلامياً إلا أن الأهم هو إنجازه، وإنقاذه من محطات التعثر التي تعيشها معظم المشاريع، وقبل ذلك إيجاد الحلول للمشاكل المرورية التي ستصاحب المشروع على مدى سنوات القادمة.

o أتمنى أن تقدم لنا الهيئة الرسالة الإعلامية المتوازنة عن المشروع، التي تعتمد على إيصال المعلومة بدون تضخيم، وبما يتواكب مع المراحل التي تنجز على الأرض، وأتمنى أن تؤجل الهيئة احتفالاتها حالياً، وأن يكون الاحتفال الحقيقي داخل عربات المترو وهو يجوب الرياض، وألا تنساق الهيئة خلف أضواء البهرجة التي تصنعها المعارض، وأعني هنا المبالغة في إقامة تلك المعارض التي تكلف ملايين الريالات (حتى وإن كانت التكلفة تتم من خلال إجبار الشركات المنفذة للمشروع على المشاركة في تلك المعارض), وأن يُكتفَى بمعرض واحد، وأن يكون التركيز على العمل الحقيقي الذي يفرح به كل الناس، وهو الإنجاز المنتظر الذي يترقبه الجميع حينما يستقلون المترو في مشاويرهم. حينها سنرفع قبعة الشكر لكل مسؤول وموظف مخلص ساهم في إنجاز هذا المشروع التاريخي.

@alonezihameed تويتر

مقالات أخرى للكاتب