Saturday 08/02/2014 Issue 15108 السبت 08 ربيع الثاني 1435 العدد
08-02-2014

الأمر الملكي والحزبيون!!

بعد صدور الأمر الملكي التاريخي، فيما يخص معاقبة كل من ينتمي إلى تيار ديني، أو فكري متطرف، تنفس الناس الصعداء، فشعب المملكة مسالم بطبعه، وغير مسيّس، ويمقت التشدد، والتطرف، والإرهاب، ويعلم الناس أن دعاة الفتنة، من شيوخ الدرهم، والدينار، ونجوم الفضائيات، قلة لا تكاد تذكر، ولكن صوتهم عال، وذلك لأنهم حركيون منظمون، ويسيطرون على جل المنابر، في التعليم، والإعلام، وهم يحرصون على إثارة البلبلة، فلا يكاد الأمر يهدأ، حتى يعيدونها جذعة، فمرة يستهدفون شخصية اعتبارية، وأخرى يشنعون على وزارة تنموية، أو جامعة، أو احتفال، أو معرض، ولا يستكينون، فالوطن، وأهله لا يعنون لهم شيئا، فما يهمهم هو الحزب الذي ينتمون إليه، وقد فقد كثير منهم صوابهم، فقد جاءتهم الضربات تترى، ومن كل اتجاه، وهم في مرحلة عدم توازن لم يسبق لها مثيل.

ويتميز دعاة الفتنة بأنهم مراوغون، إذ لديهم القدرة على التملص، والكذب، والتمثيل، ومع ذلك فقد أوجعهم الأمر الملكي الآنف الذكر، فتخبطوا في تغريداتهم على تويتر، فهذا أحدهم، وهو خطيب، وقارئ مميز، حاول أن يوهم الناس أن «العامة» ستفسر الأمر الملكي على أنه يعني جماعة الإخوان المسلمين، وهو هنا يدافع بوضوح عن هذه الجماعة، المصنفة على أنها جماعة إرهابية، والغريب أن هذا المناضل المتأخر يتميز بالكبر، والغرور، والغطرسة، فهو لا يرد على من يحاوره، ويشير للناس دوما على أنهم «عامة»، وهي لفظة مخففة لوصف إنسان ما بأنه جاهل، ومثله التاجر «الصغير»، والذي أغراه ضجيج التصفيق، فتحول إلى تاجر بالنهار، يعيش من خيرات البلد، ومناضل بالليل، ينتقد الوطن، وبلغت به الجرأة أن قال - ساخراً - إن الأمر الملكي يخص الجماعات السعودية التي تؤيد المشير عبدالفتاح السيسي!!، ونعرف جميعا ما يقصد هنا، وقد ضحك تابعيه من السذج، ولا يراودني شك بأنه يستمرئ مثل هذا، وسنتابع طرحه مستقبلا، لنرى كيف ستتطور ملكة «النضال الكوميدي» عنده!.

وتتابعت تعليقات الحزبيين على ذات الشاكلة، وهنا عليهم أن يدركوا أن الأمر جد، وان هذا الأمر الملكي هو «تشريع» مكتمل الأركان، صدر من أعلى سلطة بالوطن، ما يعني أن عليهم أن يختاروا بين أمرين، فإما الرجوع إلى صوت العقل، أو تحمل تبعات أفعالهم، ولديهم من الوقت ما يكفي للتفكير بعمق، فلن يتم تنفيذ القرار إلا بعد حوالي شهر من الآن، فهل تراهم منتهون؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب