Monday 10/02/2014 Issue 15110 الأثنين 10 ربيع الثاني 1435 العدد

فليرحل بسرعة كل من كان أداؤه ضعيفاً

بقلم - رون أشكيناس:

تقضي أفضل طريقة لنجاح مدير بتطويره فريق عمل من الطراز الأول. غير أنّ المديرين بمعظمهم يتردّدون عند تولّيهم مناصب جديدة، حيال التصرّف بسرعة على صعيد استبدال الموظّفين الحاليين المعروفين بسوء أدائهم.

ما الذي يصعّب اتّخاذ هذه القرارات؟ فلندرس ثلاثة أسباب محتملة لذلك:

أولاً، يكثر عدد المديرين الذين لا يثقون بشعورهم الفطري، إذ إنّ مدرسة الأعمال علّمتهم تحليل الأوضاع بطريقة منطقية واستعمال أكبر قدر ممكن من البيانات - مع العلم بأنّ المعلومات قد تكون محدودة عندما يتولّى المرء إدارة فريق عمل جديد. وبالتالي، يقرّر مديرون كثيرون جمع المزيد من البيانات، ليروا ما يكون عليه أداء مرؤوسيهم بعد فصل، أو فصلين، أو ثلاثة فصول من الآن. إلاّ أنّ الواقع يفيد بأن المديرين لن يحصلوا يوماً على كل المعلومات التي يحتاجون إليها بشأن كل موظف - وفي النهاية، سيضطرون إلى اتخاذ قرار بالاستناد إلى بيانات ناقصة.

ثمّة سبب آخر للتردد، وقد أطلقتُ عليه تسمية «متلازمة دارث فيدر»، ومفادها أنّ المديرين، كسائر البشر، يريدون أن يحظوا بالحب والاحترام. وكي لا تبدو عليهم هيئة الأشرار (رجالاً كانوا أم نساء)، يتوخّون المرونة، ولا يحكمون على أيّ كان بطريقة حاسمة. ومع أنّ هذه المنهجيّة قد تبثّ ارتياحاً نسبياً في أوساط العاملين، قد تؤدّي أيضاً إلى تأجيل عملية محتّمة تقضي بالتخلّص من الموظفين الذين يُظهِرون أداءً ضعيفاً.

أما السبب الثالث الذي يحث المديرين على تأجيل هذه القرارات، فهو أنهم لا يريدون التعرّض لأهم أصحاب الشأن، الذين تربطهم علاقات متينة ببعض الأفراد في فريق عملهم.

والمؤسف في أسباب التأجيل هذه أنها تبدو كلها منطقية على المدى القصير، وبالتالي، يسهل على مدير جديد إقناع نفسه بضرورة بقاء فريق العمل الحالي.

ولكن لسوء الحظ، قلّما تكون هذه الإستراتيجية الصائبة.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يتم تعيين أو ترقية مديرين ليتركوا الوضع على حاله. بل عليهم أن يحثّوا القسم الذي يديرونه على تحسين أدائه – علماً بأنّ الاعتماد على جهود فريق العمل الأقوى بأسرع وقت ممكن هو المفتاح الذي سيسمح بتحقيق ذلك. وإن أردت الانطلاق بزخم في منصب إداري جديد، انظر بصرامة إلى ما إذا كان فريق العمل الذي استلمته سيساعدك على تحقيق النجاح. وإن راودتك الشكوك حول بعض الأشخاص الرئيسين، فحريّ بك أن تمتحنه على جناح السرعة، وأن تُخضعه لمهمة صعبة، أو لتقييم أداء سريع، من خلال التحدث إلى مرؤوسيه ونظرائهم. وإن بقيت غير مقتنع بأنك تدير فريق العمل المناسب، فقد يعني ذلك أن الوقت حان لاتخاذ بعض القرارات الصعبة.

(رون أشكيناس شريك إداري في «شافر كونسلتينغ» Schaffer Consulting. شارك في تأليف «ذي جي إي وورك أوت» The GE Work-out و«مؤسسة بلا حدود» Boundaryless Organization.

ويحمل كتابه الأخير عنوان: «فعال وحسب» Simply Effective.)

موضوعات أخرى