Monday 10/02/2014 Issue 15110 الأثنين 10 ربيع الثاني 1435 العدد
10-02-2014

مؤسسة التعليم، عودٌ لعله أحمد..!

من صميم المعاناة الواقعية يتنفَّس (خالد الفايز) أحد من قرأ مقال الأمس بقوله: «للأسف وبكل صراحة نحن في واد، والتعليم في واد..!».. بعد أن تفضل بالتعقيب عن مقال الأمس، بإلحاح هذه المؤسسة في الخاطر..،

وما كانت مؤسسة التربية والتعليم ستبقى إلحاحا في الخاطر لولا هذه الفجوة، بل الكبوة الممتدة آثارها السالبة في حصاد التعليم، الذي هو محصلة لعمليات كثيرة متتابعة، ومتلاحمة، ومتداخلة..

ولسان حال آخرين يقول: «لقد أسمعت لو ناديت حيا..»

ونحسب أن الفرصة مواتية لتنهض الروح في هذه المؤسسة بحلول قيادة جديدة، ويغرس بذرة أمل وضعت في تربتها مذ جاءت..

عقبت تربوية بقولها: «عادت اختبارات المرحلة الابتدائية تحريرية»، بعد أن ميَّع التقويم قدرات الطالبات، وتحصيلهن، وخسرن مهارة التفكير والكتابة..، وذلك أيضاً في الشطر الآخر للطلبة..

بتفاوتُ معايير التقويم السابق، ومساسه بالانطباعية..،

قلت : إن التقويم بكل مراحله وأنماطه لا تتحقق له النتائج الإيجابية مالم يكن التدريس ذا مواصفات مقننة، ترتبط بالعنصر البشري المؤهل، ذي التدربة، والتمكن، والمعرفة، والخبرة..، وهو موجود بالتأكيد، غير أن هناك دعامات غير متوفرة تمكنه من الانسيابية، أو تؤكد على وجوده في كل مدرسة ومعهد..

هناك عمل دؤوب بلا شك، وهناك من يبذل بلا ريب..

لكن تبقى المفاصل الخبيئة التي يقوم على أبوابها، ومنافذها، بل تلك الأعمدة التي أسس عليها التعليم، هي مدار، ومجال الأسباب التي ينبغي أن تتولى العناية بها، والرجوع إلى إعادة تأسيسها قيادة التعليم، في مؤسسة التربية والتعليم بجدية، وصرامة، ودأب.. حتى لا نبقى في واد آخر عن الوادي الذي تنزل به هذه المؤسسة، وفروعها التنفيذية، ومسارح مجالها من مدارس فيها المنهج بخططه، وأهدافه، ومحتواه، ومستواه، وتنفيذه، وتقويمه، وبما فيها من معاهد، ومختبرات بما فيها من المتاحات لمهارة الخبرة، والتجريب، وفيها المكتبات بمواردها، وأقنيتها، وتخصيص ساعات قراءة لإثراء ثقافة، وتنفيذ بحث،...

هذه المؤسسة بجميع عناصرها الفنية، والتعليمية، والإشرافية، والإدارية، بل فصولها، ووسائلها، وأنشطتها، ونحوها.. نتطلع لها نهضة موازية إن لم تكن فائقة واقع الحاجة، ومساس الاحتياج..

فالتعليم هو مدار الحياة وعصب حيويتها..

هو الخيط الفاصل بين سواد الجهل، وبياض المعرفة..

بين نشاط العقل وأدائه، وبين ركوده وتقاسه..

بين نبض القلب وحياته، وبين صمت النبض ومواته..

بين الحلم، والحقيقة..

بين الماء، والسراب..

بين النجاح بطمأنينته..، والسخط وتذمره..

هو محك العدالة، ومدار التنافس، والقفز على الركود...!

هو في كل الحالات الحياة بكلها، جمالا، وسعادة، وإنجازا، وفلاحا، وعطاء، وتفوقا..!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب