Wednesday 12/02/2014 Issue 15112 الاربعاء 12 ربيع الثاني 1435 العدد
12-02-2014

أميرة القلوب!

في بريطانيا هناك (غضب) لأن مخرجاً أجنبياً، قام بإنتاج فيلم عن الحياة الخاصة للأميرة (ديانا) بعد 16 عاماً من رحيلها في 13 ديسمبر 1997م!

رغم مرور كل هذه السنين على وفاة ديانا، إلا أنها لا تزال حاضرة وبقوة في (ذاكرة البريطانيين) الذين يعتقدون أن سيرة (أميرة ويلز) لهم وحدهم، ولا يجوز لأحد أن يقترب منها، ولا يحبذون التحدث بتوسع عن أسرار وفاتها في حادث سير (غامض) ما زالت طلاسمه مُبهمة حتى الآن، رغم خروج نتائج التحقيقات التي ظلت (غير مُقنعة) للبعض، خصوصاً الصحفيين والكتَّاب والسينمائيين الذين يريدون أن يضيفوا للقصة فصولاً مشوِّقة، ولو كان ذلك على حساب الحقيقة، لذا يفضّل البريطاني دائماً - تجنب الحديث عن هذا الأمر- وهو ما ترك الأبواب مشرعة لتفسيرات متناقضة ومختلفة؟!

في هذا التاريخ تحديداً كنا نستعد للتخرّج من الجامعة، بالطبع نعرف ديانا كما يعرفها كل سكان الأرض في تلك الحقبة الزمنية، فقد ملأت الدنيا وشغلت الناس، حتى يُخيّل إليك أن فقراء إفريقيا، ومُعدمي آسيا يميزون ملامح (الأميرة الجميلة) المُتحكمة في (مسطرة الذوق العالمي) لخطوط الموضة، بقبعاتها الفريدة، وملابسها المثيرة للجدل!

ولكون الموضوع (طازجاً) وتكتب عنه بعض الصحف العربية، وتتحدث عنه بعض الفضائيات المحدودة في ذلك الوقت، كان يجب أن نأخذه (كنموذج تطبيقي أكاديمي لدراستنا) لتحليل التغطية الإعلامية لمثل هذا الحدث من جانب (عربي) كون أحد المتوفين في الحادث هو (ابن الفايد) الثري العربي، ومن جانب (غربي) كون الحدث الأبرز يخص (الأميرة)، اجتهدنا في الوصول لبعض الصحف الغربية وتحليل المقالات ومستوى التغطية حتى حجم الصور وموقع الأخبار إلى آخره..!

اللافت أنني أشعر اليوم بذات (الإحساس) قبل 16 عاماً من تحفظ الإعلام البريطاني، ومحاولته تجاوز الصفحة، وفي نفس الوقت رفض نقاشها من قِبل الآخرين، وهو ذات الغضب الذي وجّه لفيلم (ديانا) للمخرج - أوليفر هيرشبيغل - كونه غير بريطاني؟!

الفائدة الوحيدة من كل ما سبق، أن الحرية الإعلامية، والتنوّع الثقافي، غير كافيين (البتة) من تدخل الآخرين في خصوصياتك وتفسيرها ونشرها بالطريقة التي يرونها وتخدم مصالحهم أيضاً ولو بعد (سنين)، طالما أنك تركت بعض النقاط والأحداث دون حسم أو توثيق، وتخجل من تسليط الضوء عليها..؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب