Friday 14/02/2014 Issue 15114 الجمعة 14 ربيع الثاني 1435 العدد
14-02-2014

بين جنازة اليهودي .. والإساءة للرموز الرياضية!!

« قبل نهائي كأس ولي العهد الأمين الذي جمع ديربي الكرة السعودية الهلال والنصر..وتوج بلقبها الكبير (العالمي) بكل جدارة واستحقاق.. صاحب هذه المناسبة التاريخية تفاعل إعلامي كبير, وتعاطي مهني واسع بمختلف قنواته ووسائله وأدواته.. تتحدث عن مسيرة وإنجازات ونجوم الفريقين ..وتستعرض أبرز الأرقام والإحصائيات التي تحكي جانبا من تاريخ القطبين ..غير إن هناك مطبوعة مع الأسف الشديد (..)!! خرجت عن قواعد الضبط المهني والأخلاقي والأدبي والاجتماعي , وانحرفت عن سياق العمل الإعلامي النظيف ومنطلقاته السامية ..فلم تحترم المبادئ والأعراف والقيم الصحفية, ولم تراعي حتى حرمة (الموتى)..! عندما عمدت على تشويه سمعة وتاريخ رمز كبير من رموز الحركة الرياضية بالمملكة ..وهو مؤسس الهلال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله -الذي نهضت «رياضة الوسطى» على أكتافه قبل ما ينيف عن ستة عقود زمنية ..وحبات العرق كانت تنسكب من على جبينه الواحدة تلو الأخرى , حتى استكمال مشروعه الوطني الرياضي بقيام حركتها البنائية على أرضية صلبة, وإرساء دعائمها المتينة في حقبة كانت الرياضة محاربة (اجتماعيا وفكريا وثقافيا) غير إن- الرمز الراحل- تمكن من إقناع المجتمع النجدي بجدوى قيام وتأسيس الرياضة (العاصمية)..بحكمته وحنكته وكياسته ...فقد أعاد (المحتقنون) عبر مطبوعتهم.. نشر عنوانا مسيئا وبالبنط العريض.. سبق وأن نشرته إحدى الصحف(00)!! بعد اللقاء التاريخي مع رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى «ابن سعيد», وتحديداً في 27/5/1430, ونصه (مؤسس الهلال: لو كان ابني نصراويا لذبحته بالسكين)..!! مع إنه -يرحمه الله- أرسل «للجزيرة «وقتها توضيحا مفصلا عما تعرض له في حواره الصحفي الذي نشرته تلك الصحيفة ..من إساءات وتحريف في جملة (لو كان ابني نصراويا لذبحته)..!! واقسم بالله العظيم أنه لم يقل ذلك.. مشيرا في ثنايا توضيحه الذي نشرته (الجزيرة) أنه صدم بما لقيه من فتح الباب على مصرعيه للمحتقنين والمتطاولين.. ومن الذين يتحينون الفرص للنيل من الهلال عن طريق الإساءات لمؤسس النادي عبد الرحمن بن سعيد وتاريخه..مختتما توضيحه التاريخي بقوله (حسبنا الله ونعم الوكيل). أما المرجفون في الأرض الذين يرمون الناس بجهالتهم ..ويتطاولون حتى على (الموتى) دون مراعاة حرمتهم وكرامتهم.. فقد كشف تجاوزهم المهني والقيمي ..عمق تعصبهم واحتقانهم ..فالموتى لهم حرمة وكراة يجب مراعاتها ولا يجوز الإساءة لهم بأي حال من الأحوال, وإقحامهم في أمور تشوه سمعتهم وسيرتهم كذبا وافتراءا وزورا ..فالإنسان كرّمه الله عزوجل حتى بعد مماته ..ولعل قصة الرسول عليه الصلاة والسلام مع جنازة اليهودي.. تجّسد تكريم الإسلام للنفس البشرية عامة, فقد مرت هذه الجنازة على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وكان جالسا مع بعض الصحابة وقام من مكانه .. فقيل له إنها جنازة يهودي..! فقال عليه الصلاة والسلام (أليست نفساً).. هذه الرؤية الواعية من (سيد البشرية) تظهر وبجلاء أن النفس البشرية بصفة عامة ..مكرّمة ومعّظمة.. وأن الإسلام يحترم كل نفس بشرية ويقدرها ويكرّمها, وهو أمر شرعي تأصيلي وتفصيلي.. ليس فيه «استثناء» بسبب لون أو جنس أو عرق أو دين, كما يبيّن هذا الموقف النبوي الأخلاقي.. إن للموتى حرمة وكرامة ولا يجوز إهانتها أو التعدي على حقوقها, أو التقليل من شأنها, والتطاول عليها بأي لون من ألوان «الإساءة», أو رائحة من روائح الكذب و الافتراء والتزييف.., أما أولئك (المحتقنون) الذين سقطوا في مستنقع تعصبهم, ووحل جهالتهم..! فقد كشفت إساءتهم للرمز الراحل ..أنهم يعانون من فراغ نفسي, وإفلاس قيمي, وخواء فكري والله المستعان,,,

kaldous1@

- المحرر

مقالات أخرى للكاتب