Saturday 15/02/2014 Issue 15115 السبت 15 ربيع الثاني 1435 العدد
15-02-2014

قراءة لكلمة سمو وزير الحرس الوطني في الجنادرية 29

في كلمة اتسمت بالشموخ والعز ومحاكاة الواقع للتراث وإنسان جزيرة العرب المعاصر.. ألقى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني ورئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الجنادرية 29، حيث استهلها بالترحيب والتكريم لسمو ولي العهد ولضيوف المهرجان مؤكداً بقوله إن الجنادرية ملتقى الأجيال والأفكار في رحابه وأصالة الماضي العريق بكل مخزونه التراثي والتاريخي بحاضر زاهر مشرق بكل معطياته ومستجداته.

مزج سموه في كلمته بالعامل الجغرافي والديمواغرفي، مؤكداً على شخصية وهوية إنسان الجزيرة العربية بشموخه الذي اكتسبها من جبال الجزيرة وقوته من صلابة أرضها حاملاً معه رسالة الإسلام لينشرها مع كل ما تتسم به تلك الشخصية العربية الأصيلة في شتى أصقاع البسيطة وداعياً (إنسان الجزيرة) للمحبة والسلام وأحياء الأرض وإنمائها، كما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).

طرحت الكلمة في سطورها التلاقح الثقافي في الجنادرية 29 حيث مفكرو العالم مع مفكري وعلماء الأمة العربية والمحليين يجتمعون هنا في الجنادرية 29 لينتج عن ذلك ما هو ينفع الأمة العربية والإسلامية جمعاء عبر منارة الجنادرية بهويتها منذ تأسيسها التي لم تحيد عنه على يد الملك المصلح عبدالله بن عبدالعزيز.. وذلك من خلال النقاش الجاد الذي يحاكي كل المتغيرات والمستجدات التي تحدث في العالم.

البعد الإقليمي كان حاضراً في الكلمة، فقد قدم سمو وزير الحرس الوطني في كلمته دولة الإمارات العربية المتحده ضيف مهرجان الجنادرية 29 لتجسد روح الهوية الخليجية في بعدها الثقافي ولتثبت مدى قوة التلاحم بين شعب المملكة وشعب دولة الإمارات الشقيقة، فنحن أشقاء رغم حدودنا الجغرافيه وأهل بيت واحد، وهي فرصة أن يرى شعب المملكة ويتعرف عن قرب -إن جاز التعبير- مدى التشابه الثقافي بين البلدين وإن اختلف، وأن الهوية واحدة.

الإنسان السعودي حضر وبقوة في هذه الكلمة حيث وصفه سمو الأمير بالإنسان الأصيل والوفي، رغم كل الأحداث والاضطرابات التي تحدث في العالم، فقد أثبت الشعب السعودي قوته وصلابته وتمسكه بولاة أمره وأنه ليس عرضه لأصحاب الأجندات والأفكار الهدامة بل العكس، التف هذا الشعب حول قيادته معلناً حربه ضد الإرهاب وأنه لن يزايد على أمن واستقرار مملكته التي يتوجه إليها أكثر من مليار مسلم كل فرض صلاة.. ولن يسمح للطامعين بتمزيق نسيجه الاجتماعي عبر دس السم في العسل.

ختم سمو الأمير كلمته معرجاً على دور المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- نابذةً كل ما هو طائفي أو تصنيف فكري، وذلك عبر سعيها نحو السلام والأمن والاستقرار والاحترام المتبادل بين الشعوب والأمم.

وأخيراً وليس آخراً، شكر سموه سمو ولي العهد على رعايته الأبوية لهذا المهرجان باسمه وباسم منسوبي الحرس الوطني سائلاً المولى عز وجل أن يوفق الجميع لكل ما يحب ويرضى سبحانه.

turki.mouh@gmail.com

@turkialmouh

مقالات أخرى للكاتب