Tuesday 18/02/2014 Issue 15118 الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1435 العدد
18-02-2014

تاسعة (الجزيرة) .. والشورى

موضوع (بيض الحبارى) المطروح في (تاسعة) الجزيرة الأسبوع الماضي.. وإن كان قد أخذ ما أخذه لدى البعض من الهزلية أو التندر.. إلا أنه لا يمكن إخراجه من إطاره الجدي والحيوي.. باعتباره يلامس أداء جهة حكومية معنية بحماية الحياة الفطرية تسنّم هرمها في يوم من الأيام الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -، لذا، فإن طرح تساؤل مشروع من قبل أحد الأعضاء حول ما ورد في تقرير تلك الجهة، ورد رئيس اللجنة عليه في وقت لم يتجاوز الدقيقتين من جلسة عامة، والإشارة إليه إعلامياً لم يخرج عن هذا السياق.. وأؤكد.. لم يخرج عن هذا السياق... (ولا نتحدث هنا عن أولويات طرح القضايا في المجلس)، فالمجلس ينظر في مختلف الموضوعات والتقارير والمعلومات الواردة فيها بكل جدية.

عمل الأسبوع الماضي المطروح إعلامياً في الجزيرة.... أخرجه البعض عن سياقه.. فوُصف على أنه مضلل واجتزاء ظالم ومُغرض ومُتعامي لجوانب أهم واعتمد على الإثارة وتخلى عن المصداقية.. ويرمي لتحقير منجزات المجلس.. والتساؤل المطروح... هل تغافل العمل عن جوانب مهمة من الجلسة لم ترد في التغطية !!..هل ضلل و(أخفى) أموراً أخرى؟.. هل تخلى عن المصداقية (فبرك) وزعم ما هو غير حاصل.. أم أنه نقل بموضوعية ووضوح ووعي (مسؤول) لما دار بشأن الموضوع المعني إذ كان (تساؤل عضو... وردّ لجنة... ولم ينقل بأن المجلس ناقش ضمن جدول الأعمال الموضوع المعني).. أما مسألة العناوين أو الطرح المهني فدعها (لأهلها).. واجتهد بما أنت (مُتقن) له... وتعمّق به.

هكذا طرح يحتاج فقط لتركيز جزئي (يسير).. كي تدرك.. بأنه يؤكد أن المجلس لا يصادر حرية أعضائه في إبداء الرأي أو يتحكم بنوعية طرحهم ومقترحاتهم.. فيما لو كان ممارساً لهذا الأمر في آلية عمله... لصحّت إدعاءات البعض.. بتعطيل المجلس لملفات معينة.. وتمرير ملفات أخرى.

هكذا طرح.. يثبت أن المجلس ورئيسه وخلفه نائبه ومساعده والأمين العام والعديد من أعضائه.. لا يصادرون الحرية (المسؤولة) للإعلام.. بل يسهلون له مهامه.. محققين الشفافية في نقل واقعي لما يدور في المجلس بحرية مطلقة دون ممارسة إملاءات أو تدخلات.

هكذا طرح.. يؤكد أن المجلس ليس لديه ما يخفيه عن المواطن.. فما عمله إلا لأجله.. وتفاعل الرأي العام مع المجلس بهذا المستوى.. بشكل أو بآخر.. وإن كان قاسياً في بعض الأحيان.. يعكس واقع التلاقح المباشر للمجلس مع المجتمع.. وهو بذلك لا ينأى بنفسه عن النقد، بل يحقق الإفادة بكل ما يجوّد به أداءه قبل أداء الأجهزة الأخرى المعني بالنظر في أمورها.

ختاماً.. طرح الأسبوع الماضي في الجزيرة.. يحتمل ما يمكن أن يؤول عليه.. فذلك يخضع إلى رؤية.. إلا أنه وبكل المقاييس عمل دقيق وواعٍ ومسؤول.. ولا يمكن إخراجه عن سياقه.

مقالات أخرى للكاتب