Wednesday 19/02/2014 Issue 15119 الاربعاء 19 ربيع الثاني 1435 العدد
19-02-2014

ملاحظاتي من أجل مدينة وعد الشمال..!!

وعد الشمال.. ومزيداً من الاستثمارات العملاقة.. ولكن هلا استفدنا من تجاربنا بالجبيل وينبع ورأس الخير وغيرهم لنأخذ بأفضل ما فيهم وما فاتنا بهم، لنجعل من هذه المدينة صرحاً صناعياً متكاملاً نفتخر به أمام العالم أجمع خصوصاً ونحن نعيش في ظل هذه الوفرة الاقتصادية وبقيادة حكيمة من خادم الحرمين الشريفين والتي تهدف دائماً لتحقيق التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي في كافة أرجاء المملكة وزيادة معدلات النمو وتوفير الوظائف.

ولكي نحقق ذلك فعلينا أن نضيف ما تمنيناه في الجبيل وينبع ورأس الخير.. وفيما يلي أوجز مجموعة من الآراء والتي أتمني من جميع المسؤولين والقائمين على تنفيذ هذا المشروع الرائد خاصة من وزارة المالية وصندوق الاستثمارات العامة ومن وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة معادن أن يأخذوا بها بعد دراستها والتأكد من سلامتها وهي:

1 - تحسين البيئة الاستثمارية: أتمني من معالي وزير البترول والثروة المعدنية أن تكون أسعار اللقيم والوقود بأسعار تشجيعية وتثبت لمدة عشرين سنة علي الأقل، كما أتمني أن تكون أسعار الإيجارات لمواقع المصانع بعقود طويلة الأجل لا تقل مدتها عن ثلاثين سنة، وبهذا يطمئن المستثمرون على سلامة استثماراتهم بدلاً من العيش في قلق متواصل علي تقلب أسعار الوقود واللقيم أو على تغير أسعار إيجاراتهم من جهة أخرى.

2 - إنشاء شبكة القطارات: آمل من معالي وزير المالية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة ومن الأخ/ منصور بن صالح الميمان رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) وضع شبكة لسكك الحديد تمر بكل مصنع لكي تربط وعد الشمال مع مناطق المملكة، وأن يبدأوا من الآن في وضع خطة أحلام طموحة طويلة المدى للتوسع باتجاه الدول المجاورة والتي تعد الأقرب لمحافظة طريف كالعراق والأردن ومصر وسوريا ولبنان وتركيا.. فخطط الأحلام هي بداية تحقيقها، وفي ظل هذا العهد الزاهر رأينا الكثير من أحلام الأمس أصبحت حقائق ملموسة أمامنا، فشكراً لخادم الحرمين الشريفين على سعيه الجاد وقراراته التنموية الكبيرة، وشكراً لسمو ولي عهده ونائبه الثاني.

في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومنذ ما يقارب من الستين عاماً، بُدأ في تنمية المنطقة الشمالية من المملكة بمشروع جبار وعظيم وهو إنشاء أكبر خط أنابيب في وقته لنقل البترول من حقول البترول خاصة في بقيق ومصفاة رأس تنوره في المنطقة الشرقية إلى ميناء الزهراني في صيدا لبنان، وكان طول الجزء الواقع بالمملكة يقارب 1750كم ماراً بمحطات ضخ في القيصومة، رفحا، بدنه، طريف، وهذه المحطات أصبحت مدناً عامرة وفيها جميع الخدمات ويصل هذا الخط أيضاً إلى ميناء رأس مشعاب ماراً بمدينة حفر الباطن وكان ذلك في وقت أعمار أوروبا والحاجة إلى إيصال بترول منطقة الخليج العربي المكتشف حديثا في ذلك الوقت.

3 - إنشاء شبكة للغاز بالمدينة: أتمني إنشاء شبكة متكاملة للغاز تمر بكل مصنع، فالغاز هو وقود المستقبل ولقد رأينا الفائدة الكبيرة لشبكة الغاز في المدينة الصناعية الثانية بالرياض، وهي أول مدينة صناعية في المملكة تحصل على الغاز عن طريق شبكة متكاملة من خلال شركة توزيع الغاز الطبيعي والتي يملكها الصناعيون وقاموا بإنشائها بالكامل، وجزى الله الأمير سلمان بن عبدالعزيز كل الخير على دوره الكبير في دعمه لهذا المشروع لإيصال الغاز إلى الصناعية الثانية.

4 - إنشاء شبكة الإنترنت: وقائمة الأماني تزداد فآمل من المسؤولين على المشروع توفير شبكة الحزمة العريضة التي تمتاز بالسرعة والجاهزية الدائمة مع القدرة على مواكبة أحدث التطورات الحالية والمستقبلية في عالم الخدمات الرقمية.

5 - إنشاء منطقة صناعية مجاورة لتقديم الخدمات الصناعية المساندة:

كما أتمني منهم إنشاء منطقة صناعية مجاورة لتقديم الخدمات الصناعية المساندة مثل ما قامت به الهيئة الملكية للجبيل وينبع وآتت ثمارها بحمد الله.

6 - إنشاء كليات تدريب وبمواصفات عالمية لتكون صرحاً تعليما وعملياً: إن تجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع في إنشاء كليات التدريب في كل من الجبيل وينبع تجربة رائدة فيا حبذا لو نقلنا نفس التجربة إلى وعد الشمال بنفس المنهجية فحينها سيتوفر لأبناء المنطقة وأبناء المملكة بشكل عام تعليماً عالياً وتدريباً مؤدياً إلى العمل الناجح والدخل المعقول.

7 -إنشاء محمية لغزلان الوعل بالمنطقة: أتمني من شركة معادن وشخصياً من الأخ/ خالد بن صالح المديفر أن تقوم بإنشاء محمية لغزلان الوعل (التي كانت تنتشر بهذه المحافظة) في أول سنة من قيامها بتنفيذ مشروعها، مباركة للخير بالمنطقة، وتأكيداً على أن البيئة الطبيعية الصالحة للحياة هي أساس استثماراتنا الصناعية.

ما أشبه اليوم بالأمس.. ففي عام 1947 عندما بُدئ في تنفيذ خط التابلاين واليوم 2014 عندما بُدئ في تنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، كان المشروع الأول لإنشاء أكبر أنبوب لنقل البترول بكمية كبيرة وصلت إلى أكثر من نصف مليون برميل يومياً؛ وفي ظروف صعبة جداً، واليوم المشروع الثاني في ظروف بحمد الله وصلت إلى مستويات متقدمة من المعرفة والعلم والخدمات الأساسية والوفرة مادياً وخدمياً بالمملكة، وهذه أرامكو تعود مرة أخرى للمشروعات الأساسية لتنمية موارد الوطن من بترول وغاز ومعادن ولكنها الآن مملوكة للمملكة العربية السعودية بالكامل ومبقية على علاقاتها الدولية القوية مع شركات عالمية مثل شركات البترول والغاز القديمة والجديدة، وقد انضمت تحت لواء شركائها الشركات الصينية والكورية والأسترالية وغيرها ويديرها مجموعة منتقاة من الرجال السعوديين الأكفاء وهم المهندس خالد الفالح وزملاؤه.

وشكراً للشركة التي وضعت يدها في يد حكومة المملكة (شركة بكتل) من مشروع إيصال الكهرباء لقصر الحكم المبني الطيني في الرياض إلى مشروع التابلاين إلى تطوير الجبيل ومطار الملك خالد وعدد كبير من المشروعات بنفس الجودة والثقة، وسنري المخطط الهندسي العام لمشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال وتقديم الخدمات الهندسية للمدينة الصناعية بما فيها الصناعات الأساسية والتحويلية والمساندة بالإضافة إلى المدينة السكنية والتي تشتمل على المرافق التجارية والسكنية والتعليمية والذي سيكون بأذن الله على نفس المستوي مثل الجبيل ولكن بدرجة تحاكي واقع العالم الحاضر.

حفظ الله وطننا الغالي من كل مكروه وأدام عليه الخير والاستقرار، وحفظ الله قيادتنا ووفقهم في اختيار الصالح النزيه من مواطنيهم لمساندتهم في إدارة أمور الوطن والمواطنين.

- رئيس اللجنة الوطنية الصناعية ورئيس اللجنة الصناعية بغرفة الرياض

مقالات أخرى للكاتب