Saturday 22/02/2014 Issue 15122 السبت 22 ربيع الثاني 1435 العدد
22-02-2014

قرطبة والبنية التحتية

ذكر لنا المرشد السياحي الذي يشرح المعالم السياحية لمدينة قرطبة أن الصرف الصحي لهذه المدينة أساسه من أيام الدولة الأموية في الأندلس «الفردوس المفقود»، منذ ذلك الوقت كان الصرف الصحي ضمن المعطيات الحضارية الأندلسية، قرطبة التي يقول فيها ابن زيدون:

بقرطبة الغراء دار الأكارم

بلاد شق فيها الشبابُ تمائمي

وأنجبني قومٌ هناك كرام.

واليوم وبعد مئات القرون «أم القرى» وفي كثير من أحيائها ليس فيها لا ماء يدخل ولا صرف صحي يخرج من دورها، كيف يكون ذلك؟ إلا أن نقول لقد تدهورت حضارتنا، لم نفقد (الفردوس) فحسب، بل فقدنا عناصر مهمة من حضارتنا. لقد علمنا الغرب من خلال ما ترك أسلافنا من مآثر بناء المباني والدور والقصور والجامعات والشوارع والطرقات، أما اليوم فنلهث للحاق به، وأحياناً نقلده تقليداً أعمى. واليوم يعوزنا التنظيم والانضباطية، انظروا إلينا كيف نقود مركباتنا وكيف نسير في طرقاتنا، بل انظروا كيف نمشي في الأسواق وفي الزحام يكاد بعضنا يدوس البعض الآخر، وحتى في مساجدنا نتخطى رقاب بعضنا وقد نهينا عن ذلك، فكيف آل بنا الحال، أطال علينا الزمان أم جار؟ مالي ألا أن استشهد بجزء من بيت شعر: وما أعجب إلا من عجز القادرين على التمام، كما أعجب منا لعدم الإلتزام!!!

alshaikhaziz@gmail.com

رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية سابقاً، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سابقاً.

مقالات أخرى للكاتب