Sunday 23/02/2014 Issue 15123 الأحد 23 ربيع الثاني 1435 العدد
23-02-2014

«إذا كنت في نعمة...» !!

كنا صغاراً حيث كانوا حين يشاءون غرس جذر قيمة في نفوسنا، وجعلها سلوكا نتبعه، ونمارسه، أن يأتونا بما يريدون في مثل، أو ببيت شعر يحمل المعنى، ويشف عن الدلالة.. فيقربونها لنا بالعمل،..

وهم لم يكونوا تحت مسمى» تربويين»، ولا مختصين، بل ولم ينلوا «درجات علمية «، أو ثقافة واسعة، وإنما كانوا بالوعي، والإيمان أصحاب حكمة..، وبعد نظر، وضابط تعليم..،

تجدهم في الشارع، كما تجدهم في البيت،.. الجميع يربون،.. ويبنون..،، يؤسسون لمنظومة المروءات الأخلاق، والفضائل...!

من ضمن ما قالوه لنا بيت الشعر الذي يؤسس لقيمة « الحمد»، و»الاعتراف»، والرضا»، بل المحافظة على المكتسبات، والتطوير من أجل نمائها، وثباتها..

ذلك «البيت» السِّفر العظيم بما يحمله من المعنى، ويحويه في المبنى، الذي يقول فيه مدينة العلم، خليفة الهادي محمد بن عبدالله عليه الصلاة، والسلام علي بن أبي طالب، أول من اهتدى بنعمة ربه رضي الله عنه، وأرضاه:

« إذا كنت في نعمةٍ فارعها

فإن المعاصي تزيل النعم» ...

هذه قاعدة شرعية في جملة التعليمات التي ترتكز عليها أخلاق المرء، تبدأ بالتعامل مع نعم الله التي وهبها دون منة، ولا طلب لمن خلق..،

والنعم في الإنسان مادية، وفكرية، وقلبية، جوار تلك النعم التي تعينه، وتساعده من علم، وأرزاق عافية، وثبات إيمان، وهبة إسلام، أو الهداية إليه..،، وكذلك الخلق، والقدرات، والمال، والجاه، والستر ... ونحوها..

كل النعم تلك التي لا تحصى.. فيها السكن، والزوج، والأبناء، والوطن...

أين المربون عنها والناس تكثر وتغالي في نكران النعم بشتى أنواع النكران..؟!

فالنكران عصيان...!!

الموضوع يحتاج لدراسة : لماذا ينكر المرء نعمة العافية، والرزق، والزوجة الصالحة، والولد المستقيم، والبيت ذي السقف، والنوم الهانئ، والتكييف المنساب، والطريق الممهد، والجار المسالم، والأطباق المنوعة، والعمل ذي الإيراد.. والقدرة على المشي، والنطق، و.. والنوم في أمان، والاستيقاظ في عافية..؟

هناك صور شتى لنكران النعم، تفشت في مجتمعنا «المسلم» تحديدا، من يدرك معنى «النعم»، من يدري كيف تكون..، وكيف يكون واجب التعامل معها..؟ حتى لا تكون نتائج النكران زوالها..

أحيل فكرة دراسة الموضوع لمختصين، لمن صنفتهم أنظمة التعليم، والتطور، والشهادات.. بعد أن وضع لهم الخطوط، والمنهج ومحتوى الإناء.. في بيت من الشعر مربٍ، عالم، مهتدٍ، مقتدٍ بصاحب الخلق العظيم عليه الصلاة والسلام ؟

لم يختص، ولم يحمل شهادة، ولا خرجته مدرجات الجامعات العليا..

وإنما نهل من معين لا ينضب، وهدي لا يضل..

فانزعوا عن الأكتاف أروابها، وخوضوا في عجينة المجتمع، وانتشلوا سقوط الناس بعيدا عن معين ذلك الهدي، وتلك النفوس والعقول.. لتعود السكينة إليهم، ويعيشون في رضاء، وانسياب..

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب