Sunday 23/02/2014 Issue 15123 الأحد 23 ربيع الثاني 1435 العدد
23-02-2014

(ذيب عوى)!

يصافحنا بعض الشعراء الشباب بين الفينة والأخرى بقصائد مُستهلة أو مضمنة عبارات مثل (الرجم والمرقاب والذيب) وما شابهها من مصطلحات الآباء والأجداد وهو أمر مستغرب وغير ومقبول.. هو انفصال عن الوقع واستعارة لعقول وألسنة شعراء كبار رصدت الماضي ونقلت مشاهداتها لنا.. لقد أبدع الآباء والأجداد أيما إبداع في وصف ونقل مشاهدتهم مثل السالف ذكرها وغيرها لأنهم عاشوها وشاهدوها وتعاملوا معها بل تكاد تكون جزءاً أساساً من يومياتهم.. لكن ماذا يجبر الشاعر الشاب اليوم لاستحضار مفردات ومصطلحات انتهت وأصبحت من سمات الأمس.. وهم لم ير الذيب إلا في حديقة الحيوان!.. هل يسعى هؤلاء الشعراء إلى تأكيد شاعريتهم وعمق أصالتهم وجزالة طرحهم؟!

الشاعر المعاصر الذي يتعامل مع أدوات العصر من حاسوب وهاتف ذكي.. ويسافر إلى كل بلاد الدنيا ويأكل ويشرب أحدث الأطعمة والمشروبات ويرى العالم أمامه ولا يخرج للصحراء إلا للتنزه والترويح عن النفس.. لماذا يترك كل ما بين يديه وما استقر في فكره وعقله من معطيات الحضارة ووسائل التقنية ويستحضر الذيب والرجم وما شابهها في بعض قصائده؟!

اعلم أن الشعراء الذين يسلكون هذا النهج ليسوا بالكثرة التي تحيل الأمر إلى ظاهرة لكنهم موجودون بيننا ونقرأهم بين فترة وأخرى.

الماضي جميل وحاضر في ذواكر الكثيرين منا وقد كتبت عن عشق الكثيرين للماضي في حلقة سابقة من هذه الزاوية.. مصدر استغرابي هو استحضار مفردات ومصطلحات من الماضي لإثبات قوة الشاعرية دون داع لذلك.

متى ما كان الشاعر مرآة لنفسه نقرأ في قصائده ثقافته المعاصرة وأدواته الشخصية ولغته وخياله الخاص.. متى ما فعل ذلك صدق مع نفسه ومع متلقيه.

خطوة أخيرة:

لـ(عاقل الزيد) رحمه الله

ليت المسافة بيننا بس مترين

تمشي متر وامشي متر ونتلاقى

alahmad9090@hotmail.com

تويتر AhmedALNasser99

مقالات أخرى للكاتب