Monday 24/02/2014 Issue 15124 الأثنين 24 ربيع الثاني 1435 العدد
24-02-2014

إلى لقاء

من الواضح أن الصحافة الورقية تعاني من منافسة الصحافة الإلكترونية، ومن كل ما يقدم إلكترونياً، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك من الفضائيات، بحيث لم تعد الصحيفة هي الوسيلة الأولى للأخبار. وهنا تذكرني الصحافة الورقية بواقع الموسوعة البريطانية، والتي كانت تتجاوز (20) مجلداً، وكان اقتناؤها يعتبر رمزاً للثقافة، لم يخلُ منها منزل. واليوم توقفت الموسوعة، بسبب البدائل المنافسة، وأهمها موقع جوجل، وويكيبيديا.

صحافتنا السعودية يمكن أن تعتبر بأنها مازالت صحافة ناشئة، بالرغم من عمرها الذي امتد لعقود من الزمن، والسبب هو هامش الحرية، الذي لم يكن موجوداً لسنوات طويلة، واليوم هناك هامش ما، ولذلك نجد أن أغلب مواضيع الصحافة هي مركزة على نقد الخدمات المقدمة للمجتمع، من قبل الجهاز الحكومي بالدرجة الأولى، وفي مقدمتها قطاعا التعليم، والصحة.

شخصياً كتبت مقالاً أسبوعياً على مدى سبع سنوات، في ثلاث صحف محلية، وقد ركزت على الكتابة في مجال الاقتصاد، والإدارة، والمال، والصناعة بشكل عام، وصناعة البتروكيماويات، بشكل خاص، واليوم، وبسبب بطء حركة الإصلاح الاقتصادي، والإداري، فإنني بدأت أشعر بأننا نحن معشر الكتّـاب، قد أصبحنا عرضة لكي نكرر أنفسنا، فالقضايا المعيشية الملحة هي هي كما كانت، وأسلوب المعالجة بطيء جداً جداً، وسأعطي مثالاً واحداً: منذ أكثر من عشرين سنة، والجميع يتطلع إلى نظام الرهن العقاري، وذلك على أمل توفير أموال إضافية، لإيجاد المزيد من المساكن، ومن ثم معالجة أهم قضية تواجه جيل الشباب اليوم، ومع ذلك وبالرغم من صدور النظام بعد تأخر، فهو لم يفعّـل، بسبب اللوائح التنفيذية المطلوبة!! والله أعلم ماذا سيكون عليه الموقف الحقيقي للمؤسسة القضائية، وفيما إذا كانت ستتعاون في ذلك المجال!! أم أنها ستطنش، كما فعلت في حالات أخرى، ولم تجد من يحاسبها، بسبب الهالة المحيطة بها، بالرغم من أوجه القصور التي تعاني منها.

وحتى بعد إقرار نظام الرهن العقاري، بدأت تدخل قاموس حياتنا جملة جديدة هي: «عدم توفر أراض» في بلد مساحته اثنان مليون كيلو متر مربع!!

وذات الحال يتكرر مع قضايا اقتصادية أخرى ملحّـة، مثل قضية البطالة بشكل عام، وبطالة العنصر النسائي بشكل خاص.

نحن لا توجد لدينا مشكلة مالية، والحمد لله، ولكن لدينا مشكلة أكبر، ألا وهي المشكلة الإدارية في تأخير تنفيذ الإصلاحات الإدارية، والاقتصادية المطلوبة، وذلك بسبب مرحلة السبات الطويلة، التي سمح بها ارتفاع أسعار البترول إلى مائة دولار للبرميل!!

قد يقول قائل، بأن التوقف عن الكتابة هو موقف انهزامي، لا يجدر بي اتخاذه، ولكنني كتبت بما فيه الكفاية، ولو استمريت لكررت نفسي، بشكل يملّ منه القارئ، ولذلك أفضل التوقف عن الكتابة المجدولة أسبوعياً، حتى يكتب الله حالاً أخرى، تبرر العودة إلى الكتابة.

mandeel@siig.com.sa

مقالات أخرى للكاتب