Wednesday 26/02/2014 Issue 15126 الاربعاء 26 ربيع الثاني 1435 العدد
26-02-2014

إرهاب العوامية .. الهدف واحد

لا يقتل رجل أمن، ويغدر به إلا إرهابي، أو عميل يحمل أجندة خارجية، ومدفوع بالتحريض من قبل جهات حاقدة؛ لتفسر تلك الحالة عن إرادة شريرة. فهو قبل أن يكون سلوكا إجراميا، فسيسبقه تكوين رؤية فكرية، واستعداد نفسي لدى المجرم؛ لتدفع بصاحبها إلى القتل، والتفجير، والتخريب، تحت مسمى الإرهاب.

إن ظاهرة الإرهاب ظاهرة معقدة، لا يمكن تفسيرها بسبب واحد؛ لأنها حصيلة تنشئة ذهنية، ورؤية فكرية لمن تزعزعت عقيدته، وانحرف فكره؛ ليرتكز - في نهاية الأمر - على لغة معادية للدولة، والمجتمع. وسيتحول - في المقابل - إلى مشروع إرهابي؛ لتقديم صورة مشوهة عن الإسلام، والعمل على زعزعة الأمن، والاستقرار، وسفك دماء الأبرياء، وتدمير الممتلكات.

قبل أيام، صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، عن وجود عدد من المطلوبين للجهات الأمنية من مثيري الشغب المسلحين، الذين توفرت أدلة على تورطهم في المشاركة في عدد من جرائم إطلاق النار ببلدة العوامية في محافظة القطيف. وفي تقديري، أن يأس هذه الفئة المتطرفة، هو أول مصانع التطرف، وهي تعكس طبيعة منفذي الحادث، عندما أصبحوا أدوات لتحقيق أغراض أعداء البلاد، بتلطيخ سمعتها بالعنف، وثقافة الإرهاب، والعمل على استقطاب من انحرفوا عن الطريق السوي، عندما أرادوا استغلال المناكفات، والصراعات السياسية في المنطقة. ولا عجب - حينئذ - أن نجد من عناصر تلك العمليات الإرهابية شبابا في العشرينات من أعمارهم، من الذين يهتمون ببريق البدايات، دون النظر في عاقبة النهايات.

أيام قليلة تفصل عن العمل بالأمر الملكي، الذي سيحاصر المحرضين على الإرهاب. وكما لاحقت الأجهزة الأمنية بؤر الإرهاب في الرياض، والقصيم، وجدة، والخبر، فستلاحق بؤر الإرهاب في العوامية في محافظة القطيف. ولئن كان التطرف مرفوضا، فإن الغلو كالجفاء، غطاءان بعيدان عن الوسطية، والاعتدال، الذي دعانا إليه الإسلام، إذ ليس أضر على الأمة من رواج فكر دخيل، يبلبل العقول، ويوحش القلوب، على أيدي جهلة، وعملاء، وأنصاف متعلمين.

سيبقى النموذج السعودي في مكافحة الإرهاب، أنموذجا عالميا تقتدي به دول العالم، بما في ذلك الدول الغربية، ورصيدا جديدا يضاف إلى أجهزة الأمن السعودي، بما حققته من إنجازات كبيرة خلال حربها على الإرهاب - أيا كان مصدره -، تمثلت في الضربات الاستباقية الموجعة، والتي تعرضت لها تلك الجماعات، فأجهضت ما كانت تخطط له هذه الخلايا الإجرامية من أعمال إرهابية، وأفشلت مخططاتها المشبوهة.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب