Wednesday 26/02/2014 Issue 15126 الاربعاء 26 ربيع الثاني 1435 العدد
26-02-2014

نقيق ضفادع لندن!

طارت الشائعات قبل أيام بتغريدات متوالية من حساب محمد المسعري في تويتر تفيد بأن الرجل تاب وأعلن تخليه عن أفكاره وتحريره وتصنيفاته، وأنه قد حدد موعدا لعودته إلى المملكة!

ثم طارت شائعات أخرى تنفي ذلك جملة وتفصيلا؛ تنفي كل ما أشيع عما يزعم أنه توبة أو أن التائب سيعود إلى بلاده بعد أن عاد من غيه إلى رشده!

اخترق حساب محمد المسعري، لا.. لم يخترق!

كان هذا هو الجدل التويتري الذي بعث محمدا المسعري نفسه من مرقده بعد حالة موت سريري مزمن!

وأخيرا يخرج الرجل بشحمه ولحمه ويعلن أن حسابه مسروق وأن أحد اللصوص ممن يصفهم بـ «الجامية» قد انتحل شخصيته وأخذ يغرد بما يشتهي ويتمنى حسب زعمه!

إذاً هو الرجل كما عرفناه منذ أكثر من عشرين عاما، لم يتغير ولم يتبدل، ولم تبد عليه إمارات أوبة إلى العقل أو إشارات انكشاف فشل مشروع وهمي غارق في تكاذب الأمنيات؛ بل هو هو لم يزدد إلا إمعانا في حشر نفسه بإحكام داخل قضبان فولاذية من الأفكار الصلدة!

كان خروج المسعري للنفي عبر اليوتيوب فرصة له لكي يغلق على ذاته من جديد أبواب التجديد، ويشهر سيفه بصلف في وجه تحرير نفسه من نفسه!

لقد أكد أنه لم يبرح زاويته المنكسرة الحادة التي وقف عليها قبل عقدين؛ فعلى الرغم من رياح التحولات في العالم؛ إلا أن صاحبنا يظل يدور في الفلك القديم نفسه المغيب عن تطورات الأحداث وصراع الشرق والغرب وسحق العالم العربي أو أكثر أجزائه تحت أقدام ذلك الشرق وذلك الغرب، ومع كل مآسي ما يحدث من سفك دماء وأحلام وتشريد وتخريب نجده لا زال في أوهامه القديمة وكأن العالم لم يتغير بعد 11 من سبتمبر، وكأن ما يسمى بالربيع العربي لم يأكل عظام وآمال وأحلام ملايين من العرب ولم يخرب مدنا ويشرد شعوبا ويمكن أعراقا وسياسات أخرى عدوة للعرب وللمسلمين من رقابهم وبلدانهم؛ كما حدث في العراق ويحدث الآن في سوريا!

ولا زال المسعري الغارق في أوهامه يجري أحكام التكفير برخص على كل من خالفه من علماء الدين أو اختلف معه من السياسيين والحكام!

لا زال يشمت بما يسميها «الوهابية» ويقذف المفتي، ويشهر بمن ينعتهم بـ «الجاميين»!

لا زال يسمي بلادنا بجزيرة العرب، وبالمهلكة!

لا زال المسعري الغارق في ضلالاته المزمنة يفترض أن من في جزيرة العرب كما يسميها ضالون منحرفون حكاما وعلماء وعامة؛ لأنهم «وهابيون» والشيخ محمد بن عبد الوهاب - كما يزعم - هو أساس انحراف أتباعه!

هذا الرجل لا يعارض السياسي وينقم عليه ويقيم حزبا لحربه بمسوغات مقبولة من أجل شهوة سياسية أو رغبة في السلطة أو المال أو الجاه فحسب؛ بل يهدم أيضا في حربه السياسي أسس التفكير الديني للفقه ولأصول الحكم في الإسلام وللبيعة ولمفهوم ولي الأمر والشورى ويعلن عن مبادئ فقهية جديدة يفصلها تفصيلا ويبوبها تبويبا لتكون طريقه هو أو من يشتهيه للخلافة الراشدة كما يحلم أو يتوهم!

لقد سئم الناس وملوا مشاريع الفتل والنقض واللت والعجن!

ملوا مشاهدة وسماع الاسطوانات المشروخة التي تنقها الضفادع المحمية نقيقا لا يكاد يسمع من استديوهات وقنوات وإذاعات لندن!

ملوا ولم يعودوا يصدقون تنظيرات عابثة من مرابع لندن لمشروعات انقلابية فاشلة ظلت تكرر نفسها طوال أكثر من عشرين عاما ولم تقدم إلا مزيدا من السقوط في أحلام اليقظة التي تخيل لصاحبها بأنه قادم يوما على فرس أبيض لاعتلاء السلطة!

كيف يمكن أن يقنع المسعري أو غيره أحدا بمشروعه البوابة لحرب أهلية والجميع يرون بأم أعينهم ما يحدث في العالم العربي من حروب إبادة باسم التغيير تأكل الأخضر واليابس؟!

وهل يمكن عقلا أو منطقا أن تشبه المملكة بأية صورة من الصور أي بلد أحرقه هذا الربيع البائس؟!

القافلة تسير وضفادع لندن تنقنق!

moh.alowain@gmail.com

mALowein@

مقالات أخرى للكاتب