Saturday 01/03/2014 Issue 15129 السبت 29 ربيع الثاني 1435 العدد
01-03-2014

حوادث المعلمات: المصيبة أعظم

حوادث السير التي تتعرض لها المعلمات والطالبات من الفواجع التي تقع بين فترة وأخرى وهو أمر محزن ومثير للألم أن نفقد على طرق الموت معلمات وضعن مصيرهن تحت تصرف سائق وحافلة ومن قبلهما الإدارات المعنية بوزارة التربية والتَّعليم! ومع كل حادث مؤلم ترتفع الأصوات (الانفعالية). ولأنها انفعالية فسرعان ما تهدأ ويذهب كل شيء في طي النسيان، وهي صفة لازمتنا في كثير من شؤون حياتنا!! حتَّى تأتي حادثة أليمة أخرى فنعيد نفس الأحاديث المكرورة، ولكن لماذا لا تكون نظرتنا أعم وأشمل لنشاهد كامل الصورة الدامية والحزينة والمؤلمة لنعرف حجم المأساة اليومية، فكل يوم نفقد أكثر من عشرين شخصًا يموتون على الطرقات بحوادث السيَّارات، وسنويًّا نفقد أكثر من (6000) قتيل. لماذا ننفعل مع كل حادث جماعي تتعرض له الطالبات أو المعلمات مع شناعة حوادثهن!، ثمَّ لا نرى عشرين جثة تنقل إلى ثلاجات الموتى يوميًّا في مختلف أنحاء المملكة! لماذا تسكت أصواتنا ونحن نفقد ستة آلاف قتيل سنويًّا وأضعاف هذا العدد من المصابين والمعاقين وعدد من المليارات من الخسائر المادِّية، نحن الآن نتبوأ مركزًا متقدمًا في حوادث السيَّارات في العالم، ليتنا حققنا هذا المركز في أمر يفتخر فيه! وحوادث السيَّارات هي القاتل الأول في المملكة يليه مرض السكري! أين الدراسات الجادة التي يمكن أن تسهم بتقليل نسبة ضحايا حوادث السيَّارات! لن نستطيع أن نوقف القتل اليومي، لأن الأخطاء البشرية هي السبب الأول بحسب إحصائيَّة إدارة المرور التي تجيد نشر احصائيات دون أن تفعل شيئًا للتقليل منها! وهل يمكن أن نجد بشرًا لا يخطئ أو يسهو أو يدمن السهر فيقود سيارته بنصف طاقته! ولكننا نستطيع أن نسهم في تقليل نسبة الحوادث ونوعية الإصابات. حوادث السيَّارات تمثِّل وباءً يفتك بالناس تَمَّ التعايش معه بالاتفاق على أن العائد لبيته مولود والخارج مفقود، بالنسبة لتزايد حوادث المعلمات فإنَّ لجنة السَّلامة المرورية رأت أن الحل هو في تخصيص حافلات لنقل المعلمات، لكن وزارة النقل ووزارة التربية والتَّعليم تقاعستا عن توفير نقل حقيقي يمكن له أن يحفظ كرامة وسلامة المعلمات والطلاب بشكل عام.. الكثير من الحوادث سببها سائقون غير مؤهلين يقودون سيَّارات لا تصان بشكل دوري، نشاهد في طرقاتنا السيَّارات القديمة المزركشة التي تمتلكها العمالة لسد الفراغ الذي تركته وزارة التربية والتَّعليم ووزارة النقل!

الحوادث بالنسبة للمعلمات تظل في دائرة ومسؤولية المرور ووزارة التربية والنقل، المرور قصر جهده على تشغيل عداد الاحصاء لنعرف سنويًّا حجم الفاجعة من المتوفين والمصابين، ووزارة التربية والنقل عطلتا مشروع النقل العام للطلاب والمعلمات، والسؤال يتوجه لتلك الجهات الثلاث لنعرف أولاً إلى أيّ مدى يعترفون بالتقصير والمسؤولية وثانيًّا ما الوسائل التي ينوون اتِّخاذها في سبيل حماية أرواح البشر!

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب