Tuesday 04/03/2014 Issue 15132 الثلاثاء 03 جمادى الأول 1435 العدد
04-03-2014

العيش في عالم افتراضي

في السعودية يرمقك البعض بحالة من عدم الرضى عندما يكتشف من في (المقهى) أو (المطعم) أنك تجلس وتتحدث وتتناقش مع فتاة غريبة ؟! قد تعاقب على هذا الفعل الذي يوصف بأنه خارج عن الآداب العامة ؟!.

أنا وأنت نفهم أبعاد (القصة) جيداً , ولكن هناك من يرى الأمر بشكل مختلف ؟!.

على تويتر أو الفيسبوك أو الواتس القضية مختلفة تماماً هناك نقاش وصراخ ومعارك بين الشباب والفتيات على مرأى من الجميع , وجهات نظر مختلفة ولكنها (مقبولة اجتماعياً)؟!.

مع الاعتذار (للاس فيغاس) التي ارتبط اسمها بالخطيئة والفسق على أرض الواقع , يبدو أن (ما يحدث في تويتر يبقى في تويتر) لأنه المكان الوحيد الذي يقبل فيه مالا يقبل في الواقع !.

يبدو أن العالم أفاق من صدمة التطور التقني , وبدأ استيعاب أسرار ما حدث , وأنه ليس سوى امتداد لحضارات سابقة , لكن وفق معطيات وأدوات العصر الحديث !.

فالكتابة على جدار (الفيسبوك) والكتابة على جدار (الشارع) , هي ذات الفكرة كما يراها الصحفي البريطاني (توم ستانداج) , الذي يقول في كتابة (الكتابة على الحائط) أن العملية ليست سوى (وراثة) من عهد الرومان قبل 2000 سنة !.

آخرون يقولون إن التطور القادم والمنتظر لن يخرج عن (نظرية التوارث) هذه , ولكن بأدوات عصرية مذهلة , لذا يتوقع أن القادم سيحمل نفس الأفكار ولكن بصيغ وأدوات متطورة !.

الدراسات والإحصائيات تقول إن 49% من السعوديين يستخدمون الإنترنت , و في إحصائية أدق هناك 41% من السعوديين يغردون على تويتر , أو يمتلكون حساباً فيه , وهي أعلى نسبة في العالم , ولهذا دلالات ومنعطفات هامة ؟!.

لعل السؤال الأهم طالما أن (ستانداج) ورفاقه من خبراء التقنية يرون أن (العالم الافتراضي) هو امتداد لصيغ موجودة في الأصل منذ زمن ولكن بطرق حديثة , فهل هذا ينطبق بالفعل على المجتمع السعودي الشاب الذي يراه البعض مجتمعاً لافظاً (للحضارة والتقنية) تبعاً لصور نمطية خاطئة ؟!.

يبدو أن العالم الافتراضي الذي تعيشه الأجيال السعودية الشابة يعكس بتجلي صورة مشرقة عن حضارة جيل سابق , وبساطة مجتمع كان النقاش فيه بين الرجل والمرأة يتم (بحسن نية) على قارعة الطريق , أو في مجلس جاره عندما يزوره فلا يجده ولكنه يجد الكرم والمجلس والضيافة وحديث (السريرة) الخالي من الخبث والنظرة القاصرة !.

الأمر يستحق القراءة من زوايا مختلفة ؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي .

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب