Thursday 06/03/2014 Issue 15134 الخميس 05 جمادى الأول 1435 العدد

صدور التقرير الإستراتيجي الحادي عشر لمجلة البيان

التحولات الكبرى .. مستقبل العالم الإسلامي بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى

الجزيرة - وهيب الوهيبي:

صدر العدد الحادي عشر من التقرير الإستراتيجي السنوي الذي تصدره مجلة البيان بالتعاون مع المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة للعام 143هـ - 2014م، وحمل عنوان التقرير لهذا العام «التحولات الكبرى.. مستقبل العالم الإسلامي بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى» الحرب العالمية الأولى مثَّلت مرحلة تاريخية ومنعطفًا عاصفًا في العلاقات الدولية والصراع بين القوى العالمية على تقاسم النفوذ. وأعقبت هذه الحرب بالنسبة للأمة الإسلامية عدة انتكاسات خطيرة، وتحولات كبرى، لا تزال تداعياتها تعاني منها أمتنا حتى هذه اللحظة، ومنها:

* تداعي الخلافة الإسلامية بعد خروج آل عثمان مهزومين في هذه الحرب، وما لبثت أن انهارت تمامًا بعد انتهاء الحرب بسنوات قليلة عام 1924م.

* ترتب على سقوط الخلافة تقسيم الوطن العربي كغنائم حرب للمنتصرين الأوروبيين فيما أطلق عليه اتفاقية سايكس بيكو.

* وعدت بريطانيا (قائدة الجيوش المنتصرة) اليهود بوطن قومي لهم في فلسطين، وبدأت إجراءات تنفيذه في أعقاب الحرب مباشرة.

* ظهور مصطلح الدولة القومية لأول مرة في تاريخ وفكر المسلمين كبديل عن مصطلح الأمة الذي تعايش معه المسلمون طوال تاريخهم كوطن يحمل عقيدة لا يحده حدود. لذلك وفي إطار هدف التقرير الذي سطرناه من أول عدد للتقرير والذي يتمثّل في بحث الخيارات الممكنة والسبل المتاحة لكي تأخد الأمة الإسلامية وضعها ومكانتها في البيئة الدولية، وقدرتها على تحدي القوى والإستراتيجيات العالمية والإقليمية، بل وصولها إلى وضع القوة المهمنة الأولى على الساحة الدولية مستقبلاً في ضوء اللحظة الراهنة وليس ذلك استكبارًا أو تجبرًا منها في الأرض، بل أداء لمهمتها التي كلّفها الله بها. ونحن إذ نرجع لتاريخ هذه الحرب، ودراسة انعكاساتها على أمتنا، والتي لا تزال تداعياتها حتى يومنا، نحاول في هذا الإصدار من التقرير أن نستشرف مستقبل هذه الأمة، ورحلة صعودها وتبوؤها للحظة الهيمنة. في ظل تلك المرحلة المفصلية من تاريخ هذه الأمة التي تسطرها بدماء ثورات تدفقت لكي تعيد هذه الأمة مرة أخرى إلى مسار التاريخ حتى لا تكون مجرد مرثية للبكاء على الأوطان التي ضاعت أو الفكرة التي تاهت في غياهب عقول قد نسيت ما قد كانت. وانتظم التقرير في عدده الحادي عشر لهذا العام في خمسة أبواب جمعها خيط نظام واحد يجمع دراساته وأبحاثه. وتناول الباب الأول الذي يتعلق بالتحولات الفكرية ست دراسات أولها: (من الغزو الفكري إلى حرب الأفكار.. قراءة في أساليب الغارة على العالم الإسلامي)، ثم بحث (إسقاط الدولة العثمانية بين الأسباب الداخلية والخارجية) وتأتي دراسة (الصعود العلماني في العالم الإسلامي.. جذوره وثماره) لتوضح معالم جذور وأصول الفكر العلماني، وكذلك مخرجاته السياسية، تلتها الدراسة الرابعة (الجمعيات والمنظمات القومية العربية تاريخها وآثارها) ثم الدراسة الخامسة (الأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم العربي.. الماضي والحاضر والمستقبل) وتركز دراسة الأخيرة في هذا الباب (ظهور الحركات النسوية في العالم العربي، ومشروع تحرير المرأة) على ثمرات الأفكار النسوية التحررية التغريبية على المجتمعات الإسلامية. وعن التحولات السياسية في العالم الإسلامي تطرق الباب الثاني إلى أهم تداعيات الحرب العالمية الأولى على العالم الإسلامي وأول موضوعاته (إستراتيجية التعامل مع الأقليات في العالم الإسلامي) ثم دراسة (تركيا ما بين السقوط والصعود في الساحة الإقليمية والدولية) والدراسة الثالثة،والتي تأتي بعنوان (وعد بلفور وتكوين دولة الكيان الصهيوني من النكبة إلى النكسة ثم السلام). وتتناول الدراسة الرابعة: (تصاعد وتراجع العداء بين الغرب والإسلام في ضوء قرن من الزمان) ثم الدارسة الخامسة (الصراع المذهبي والعرقي في العالم الإسلامي: الجذور والمستقبل).

واشتمل الباب الثالث التحولات السياسية الدولية في التقرير على عدة دراسات تعمقت في تناول الأوضاع الدولية النشطة في أعقاب أحداث الحرب العالمية الأولى وتضمن ست دراسات، وتضمن الباب الرابع، التحولات في مجال العمل الإسلامي دراستين الأولى عن (الحركات والتجمعات الإسلامية والطريق نحو استعادة الهوية الإسلامية)، وأشارت إلى بروز خطاب الهوية في الفكر الإسلامي بالتهديدات الخارجية والداخلية .. كالغزو الاستعماري، وتبعاته الثقافية والأخلاقية والاجتماعية.

أما الدراسة الثانية فكانت عن (الحركة الإسلامية في القارة الهندية.. نشأتها وتطورها). وفي باب التحولات الاقتصادية وهو الباب الأخير أشارت الدراسة الأولى: (العرب ومائة عام من التبعية.. قراءة في معدلات التنمية في العالم العربي).