Saturday 08/03/2014 Issue 15136 السبت 07 جمادى الأول 1435 العدد
08-03-2014

صراع الخليج التاريخي

تحرك دول مجلس التعاون الخليجي قد يكون متأخرا ليس ضد قطر فقط, وإنما لمواجهة المتغيرات في العالم العربي بعد ربيع العرب 2010م من أجل مراقبة الدول الإقليمية المعادية ذات الأطماع في منطقة الخليج من دول أو جماعات مثل: إيران، إسرائيل, حزب الله، الحوثيون، والجماعات المتطرفة القاعدة وغيرها.

التزمت دول الخليج في البدء الصمت لكي لا يفسر أنه تدخل بالشؤون الداخلية وتركت إيران وجماعاتها حزب الله والحوثي لحرية الحركة في الخليج دون رقابة مكثفة حتى نشطت إيران في البحرين والعراق وقطر واليمن والكويت والسعودية تحت غطاءات عدة تجارية وتعليمية وأنشطة إنسانية وخيرية فسيطرت على العمل الخيري والتعليمي عبر البعثات والمنح والتسهيلات التجارية. في حين دول الخليج ومعها الدول العربية دون حراك تركت المساحة لإيران تقضم دول الربيع العربي بدءا بالعراق عبر المساعدة الأمريكية للإطاحة بنظام صدام حسين فاستلمتها إيران، ثم البحرين من خلال الادعاء بالأغلبية السكانية المذهبية، ودخلت باقي دول الخليج عبر الأنشطة الثقافية والتجارية.

هذه ليست دعوة للشعوبية أو الانغلاق فبلاد العرب ستبقى عربية كما هي بلاد فارس ستبقى فارسية رغم أن العرب اجتاحوها في الربع الأول من القرن الهجري زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكسرت الإمبراطورية الساسانية- بلاد فارس- ونشر الإسلام في إيران (فارس) واسيا الوسطى دون المس بالثقافة والهوية لتلك البلاد، هذا هو واقع التاريخ, كما لا يمكن أن تطغى هوية على أخرى طوال الصراع العربي الفارسي والتنافس على ارض الخليج العربي بضفتيه الغربية والشرقية، لكن إيران تحاول دوما أن يكون لها نفوذ على الشواطئ الغربية للخليج العربي، وتعتقد أن لها حقا مزعوما في الخليج قبل مجيء الإسلام زمن الممالك العربية القديمة.

تحرك دول الخليج الأخير لدحر ووقف أنشطة منظمات معادية للعرب تريد أن تستحوذ على التجارة والثقافة العربية ونشر معتقداتها وأفكارها في الخليج.

صدام حسين الرئيس العراقي الراحل أثناء مواجهته مع إيران كان يرفع شعار حماية البوابة الشرقية للعرب, وشعار معركة القادسية وهي استعادة لمعركة القادسية التي قادها الصحابي سعد بن أبي الوقاص لفتح العراق وهزيمة الفرس في بلاد إيران والجبال، وهذه جزء من المواجهة العربية الفارسية طوال التاريخ وجولة من جولات كان العرب حاضرين فيها، وكانت عقولهم يقظة وفطنة لأطماع دول شرقي العالم الإسلامي التي تشكل إيران (رمح) هذه الأطماع، فالإجراءات التي اتخذتها الدول الخليجية الثلاث: السعودية والإمارات والبحرين. تجاه قطر من أجل وقف التمادي وحسن النية والظن حتى لا يكون الخليج ضحية لدول أجنبية تتربص به.

مقالات أخرى للكاتب