Monday 10/03/2014 Issue 15138 الأثنين 09 جمادى الأول 1435 العدد
10-03-2014

جولة ولي العهد .. وحصار الصفوية

كتبت وسائل إعلامية مختلفة عن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدولة المالديف، مركزة على هذا الدعم الكبير الذي قدمه سموه في المجال الإسلامي من إقامة المساجد والمراكز الإسلامية والشأن الاجتماعي بشكل عام، وسمى الزميل محمد الطاير من صحيفة سبق هذه الزيارة حصار الصفوية، وأنا أتفق تماماً مع ما ذهب إليه الزميل العزيز، في أن هذا الزيارة التي نأمل أن تكون بداية لزيارات مماثلة هي حصار لهذا التمدد الصفوي.

إن زيارة سمو ولي العهد لجزر المالديف تُعد من الزيارات ذات البُعد الإستراتيجي، كونها تأتي في وقت علت فيه الأصوات المنادية بإنقاذ هذه الجزر السنية من هذا التوغل الصفوي الخطير، وإذا كانت المالديف عانت من هذا التمدد الصفوي الخبيث وهي الدولة الصغيرة مساحة وسكاناً فماذا نقول عن دول كبرى كإندونيسيا وماليزيا ومعظم دول إفريقيا؟

إن وقوف المملكة مع الأشقاء هو من منطلق أخوي خالص، ومن الأخوة بلا شك حمايتهم من أي خطر عقدي قد يحل بهم ويغير من عقيدتهم، فلا حياة بدون العقيدة الصافية الصحيحة، عقيدة التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى.

التمدد الصفوي الشيعي المدعوم بكل قوة من إيران كتبتُ عنه قبل ذلك مشيراً إلى خطره على القارة السمراء ومحدداً الخرطوم العاصمة السودانية كأحد مراكز التلوث الصفوي للعقيدة الصافية، وقد وردني تأييداً قوياً من الإخوة السودانيين في حينه لما ذهبت إليه، وأشاروا إلى هذا الخطر بالأرقام والشواهد الحية في كل أنحاء السودان، كما أن خطر هذا التمدد كبير جداً في نيجريا وقد شاهدته بنفسي قبل أكثر من عقد من الزمن، فكيف حاله الآن؟

تمدد خطير منذر بتحول عقديٍ في أكثر من مكان فلا القارة السمراء كفته ولا القارة الهندية، ولا جنوب شرق آسيا، فهو يسعى إلى أن يكون الغالب في أكثر من قارة لها تأثيرها البشري.

إن مسؤولية المملكة تجاه الأشقاء في كافة أنحاء المعمورة، مسؤولية جسيمة وكبيرة، فهي لا تقتصر على الدعم المادي فقط، بل تتجاوزه إلى ما هو أهم وأكبر وهو الدعم العلمي الشرعي من أجل بقاء عقائد هذه الشعوب كما أرادها الله موحدة له سبحانه غير مشركة به أحد.

تشير بعض المعلومات المؤكدة إلى حجم كبير من المنح التعليمية التي تقدمها إيران لطلاب مسلمين من شتى أنحاء العالم الإسلامي لتلقي تعليمهم في الجامعات الإيرانية ومن المركز الرئيس لتمدد التشيع بقم تحديداً، ولنعطي رقماً واحداً كمؤشر لهذا الخطر ولهذا الجهد الشيعي الكبير فقد بلغ عدد المنح العام المنصرم التي مُنحت لطلاب من إندونيسيا فقط ثلاثة آلاف منحة دراسية!! فكيف حال بقية الدول المستهدفة؟

الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لها سفراء أدوا أدواراً مميزة طوال هذه العقود، لكننا نريد سفراء من جامعات أخرى، كما نريد أن يكون لنا حضور على أرض الواقع بالدعم والمساندة المادية.

سلمان بن عبد العزيز السياسي المحنك وحامل رسالة الإسلام الخالدة يحل في المالديف ليوقف هذا التمدد الصفوي الذي يريد لهذه الأرض المسلمة خلالاً عقدياً وسياسياً يعزلها عن أمتها ليوهن بيتها الكبير، مما يمكن منها عدوها المتربص، إنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.

والله المستعان،،

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب