Tuesday 11/03/2014 Issue 15139 الثلاثاء 10 جمادى الأول 1435 العدد

في جولة داخل المعرض

انقسام الزوار بين راضٍ ومنتقد وغياب بعض الخدمات البسيطة

متابعة - فيصل العواضي:

شهد معرض الرياض الدولي للكتاب منذ اللحظات الأولى لافتتاحه إقبالا كبيرا من الزوار الذين قدموا للشراء وليس للزيارة العابرة، حيث لاحظت الجزيرة كمية الفواتير التي عادة ما يترك نسخة منها عند بوابات الخروج من المعرض إضافة إلى اجتذابه عددا من كبار الشخصيات يأتي في مقدمتهم عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وأعضاء من السلك الدبلوماسي.

كما اجتذب المقهى الثقافي وورش العمل المصاحبة عددا من المثقفين والمهتمين وتناولت الفعاليات التي تنفذ في إطار البرنامج عددا من الموضوعات الثقافية التي تثير الأسئلة في الواقع المعاش.

وقد انقسم زوار المعرض خلال الأيام الماضية بين مادح وقادح، ففي الوقت الذي أعرب فيه عدد من الزوار عن ارتياحهم لمستوى التنظيم كان للبعض ملاحظات حول غياب بعض الخدمات وارتفاع أسعار الكتب، إلى جانب أن معظم العناوين قديمة.

وفي جولة للجزيرة كان اللقاء مع فضيلة الشيخ عبد الحميد بن عبد العزيز بن محمد السلمان مؤسس وقف الكلمة الطيبة العالمي الذي أثنى في بداية حديثه على فكرة المعرض كحدث ثقافي، لكنه أبدى عددا من الملاحظات حول الخدمات منها عدم وجود عمال خدمة يساعدون في نقل الكتب إلى سيارة المشتري، وكذا عدم وجود عربات، مبينا انه اشترى كمية من الكتب واضطر للاستعانة بأفراد من الخدمات الأمنية وكذا متسوقين متطوعين حملوا له الكتب إلى السيارة، وأوضح انه من رواد معارض الكتاب على مستوى عالمي وهناك خدمات متوافرة في معرض الشارقة ومعرض القاهرة وغيرها لا تتوافر هنا وهي بسيطة ومهمة، إلا أنها لا تقلل من قيمة المعرض.

واشار في حديثه إلى أن العناوين في دور النشر معظمها قديمة وكان يفترض أن تقتصر المشاركة على إصدارات العامين الآخيرين، مشيرا إلى أن بعض القائمين على أجنحة الأجهزة الرسمية المشاركة في المعرض يتعاملون بنوع من التعالي مع الزوار مع أن مشاركتهم بغرض التوعية والإرشاد.

الباحث عبد الرحمن سبأ طالب دراسات عليا في جامعة الملك سعود قال إن كثيرا من دور النشر تحتال على نسبة التخفيض بتقديم قوائم الأسعار إلى إدارة المعرض مضافا اليها نسبة 20% ومن ثم يقدمون تخفيضا معلنا عنه بنسبة 30% مما يجعل نسبة التخفيض لا تتعدى 10% فعليا متفقا مع الشيخ السلمان على أن معظم المعروضات قديمة.

وتواصلت جولتنا لنلتقي الأخ مروان أمين الظافر الذي أعرب عن سعادته بزيارة المعرض واطلاعه عن قرب بالجديد في عالم النشر، وقال أنا كشاب جعلت للقراءة مكانا في برنامج حياتي فكما أتابع الجديد في عالم التقنية مثل آخر الموديلات للجوالات وغيرها أيضاً اتابع الجديد في عالم الإصدارات وبالذات في مجال الرواية التي اشعر بأن الروائيين السعوديين متفوقون فيها على غيرهم.

أما عبد المعين زهير الذي لخص زيارته للمعرض بانها مقصورة على الاهتمام بالنشر الإلكتروني، فقد أبدى استغرابه من محدودية دور النشر الإلكترونية موضحا أن الأمر ليس مرده إلى إدارة المعرض أو وزارة الثقافة التي افتتح معالي الوزير الدكتور خوجه خلال الشهر الماضي مكتبة رقمية، وكذا أقيم معرض للكتاب الإلكتروني، لكنه أنحى باللائمة على الناشر العربي الذي لا يستجيب للجديد إلا مرغما ومتأخرا.

ومن اللافت للنظر وجود العائلات بكثرة مع أبنائها الأمر الذي دفع الجزيرة للالتقاء ببعض هؤلاء الاطفال، حيث تحدث الطفل حسين عبد الرحمن الصر 10 أعوام انه ألح على أسرته اصطحابه إلى معرض الكتاب وانه اشترى روايات الحبيب كما اشترى لعبة لأخيه الأصغر، وتشاركه في الحديث أخته فاطمة التي قالت ببراءة الاطفال انها لا تحب القراءة لكنها اشترت كتابا وهي تحتضنه بفرح واضح وابتسامة تعلو محياها.

أما الطفل عبد الرحمن الحامد 14 عاما فقال انه جاء إلى المعرض باحثا عن كتب تتعلق بالماسونية، كونه مهتم بالأمر ويريد معرفة الكثير عن هذه المنظمة موضحا انه قد اشترى عددا من الكتب ولا زال يبحث في الأجنحة عن المزيد منها.

الطفل انس ديه كان يبحث في الأروقة ذهابا وجيئة فسألناه فقال: انه جاء للبحث عن دار نشر معينة لكنه لم يجدها ومع ذلك فقد اشترى كتابا.