Sunday 16/03/2014 Issue 15144 الأحد 15 جمادى الأول 1435 العدد
16-03-2014

الجماعات الإرهابية في التعليم .. من هنا نبدأ!

بعد أن كانت المدارس ونشاطاتها الطلابية، بما في ذلك النشاطات اللا منهجية، والمراكز الصيفية، وصولاً إلى المناهج المختطفة، وتحويل بعض مؤسسات التَّعليم العام إلى منابر للتجنيد والتحريض والكراهية للآخر، وبعد هذا الزمن الطويل من الخطف المتعمَّد لعقول الطلاب ومحو الطالبات، وصولاً إلى التأثير السلبي على أيّ جهد لتطوير المناهج!

يبدو أن الأمور تتجه إلى الكثير من التصحيح الشامل في البلاد بعد صدور الأوامر الملكية وما تبعها من توضيحات وقرارات داعمة من قبل وزارة الدخلية. من أجل عودة الأمور لطبيعتها بعد عصر «الصحوة» الغابر، ونحو إيقاف التضحية بالشباب السعودي - فكريًّا وحركيًّا- وتشتيتهم بعيدًا عن الإنتاج والتربية والتَّعليم، واقحامهم في صراعات ومصالح التيارات الإسلام السياسيَّة وتطرفها.

والأمر كما يجب الآن، أو هكذا يبدو، فقد وصلت الجهود إلى مواجهة تصحيحية مباشرة بلوغًا للأهم، حيث التَّعليم ومقاعده وطلابه وهيئاته، فالاختراق الاخواني-مثلاً- وغيره المعروف لهذا الجهاز لم يكن سرًا!

الأسبوع الماضي حذّر وزير التربية والتَّعليم الأمير خالد الفيصل من الجماعات الإرهابيَّة في التَّعليم. وفي تعميم لجميع منسوبي الوزارة طالب الوزير بضرورة التقيّد بما صدر من وزارة الداخليَّة مؤخرًا، من تحذير من الجماعات الإرهابيَّة والعقوبات المبلّغة نحو من ينتمي إليها أو أيّدها أو تبنّى فكرها منهجيًّا أو أفصح بالتعاطف معها أو دعمها، كما ورد في الأمر الملكي أولاً.

وفي رسالة واضحة نحو إعادة الأمور إلى نصابها، شدَّد الأمير خالد الفيصل في التعميم إلى أهمية استقرار الميدان التربوي وقيامه بمهماته الأساسيَّة وهي التربية وفق قيم الإسلام السمحة، والتنبيه خصوصًا على الطلاب والطالبات بتحصينهم وتوعيتهم بالأخطار التي تحيط بهم، وتأليفهم على حب دينهم وولاة أمرهم وبلدهم ومعالجة أيّ شبه إثارة، والتأكَّد من نقاء الميدان التربوي من تلك الشبهات والتحزبات.

والأمر كلّّه يتعلّق في النهاية بهدف جدير بالعمل من أجله، وهو المحافظة على أبناء هذا الوطن وعدم زجّهم في صراعات لا قبل لهم بها، وتحويلهم لحطب ليس إلا، ثم إحراج دولتهم في أمور وصراعات سياسيَّة وطائفية لأهداف لا يدركون أبعادها.

توجيهات مهمة تحتاج لدقة العمل عليها والتنفيذ، وهو ما يتطلب أيضًا مراجعة دورية ومستمرة للقيادات التعليميَّة في المناطق والإدارات، حتى يتم فعلاً تحقيق هذه الأهداف لسلامة العملية التعليميَّة وتحييدها من أيّ تيار فكري مهم كانت أهدافه.

لكن لنتذكَّر دائمًا أن هذا التعميم صادر لجهاز ضخم، وسبق أن تمَّت محاولات مستمرة لتنقية العملية التعليميَّة من الشوائب التي لحقت بها لعقود طويلة مرت، وفي كلِّ مرة يثبت «الحرس القديم»، وأصحاب النفوذ العتيق في هذا القطاع، قدرة وبراعة سلبية في الالتفاف على أيّ عملية تصحيحية تحديثية ومقاوماتها.

لكن ما آمله هذا المرة -وأتوقعها أيضًا- أن يحلَّ الفشل بهم، في مواجهة حزم الوزير وصرامته المعروفة لإعادة التَّعليم إلى مساره، وحياده دون أدلوجية أو استغلال، أو تحريض وتجنيد.

ليبقى الشيء الوحيد المتفق عليه هو تعزيز المناهج وتطويرها بالطرق العلميَّة السليمة والمحايدة. إنّه حرب على الإرهاب وفكره وجيوبه المتبقية هذه المرة ابدأ بالأهم.. التَّعليم.

هؤلاء مستقبل الوطن، وهم أمانته.. ولدى خالد الفيصل العمل اليقين..

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب