Sunday 16/03/2014 Issue 15144 الأحد 15 جمادى الأول 1435 العدد
16-03-2014

هل نجحت الجنادرية؟

يمتاز مهرجان الجنادرية بتنوع مكوناته وفعاليته، وبالتالي فإن القول بنجاحه أو فشله لن يكون موضوعياً، دون تحليل مكوناته والنظر في أيها يحقق نجاحاً ويستحق الاستمرار والدعم وأيها يتراجع مستواه أو يفشل ويستحق الإلغاء أو إعادة التقييم والبحث عن طرق مختلفة لتقديمه.

أبرز مكونات الجنادرية تتمثل في الجانب التراثي ومكونه الأساسي القرية الشعبية وفعاليات المناطق المختلفة بها، والجانب الفكري والمتمثل في الندوات الفكرية والجانب الفني والمتمثل في مهرجان الأوبريت السنوي والجانب الرياضي الشعبي والمتمثل في سباق الهجن. السؤال، كيف هي تلك المكونات في معيار النجاح المتمثلة في الإقبال من الفئة المستهدفة والتقييم الفني من قبل الخبراء؟

واضح جداً بأن النشاطات التراثية المتمثلة في القرية الشعبية وفعالياتها طيلة أيام المهرجان هي الأبرز، أو هي ما يمثل قمة نجاح الجنادرية. يؤكد ذلك حجم الإقبال الكبير من قبل المواطنين والمقيمين. المنطق هنا يفرض زيادة حجمه ومنحه مزيدا من الأهمية والتطوير الذي لا يخل بوضعه الحالي باعتباره المنتج الأول للجنادرية.

هناك جانبان مهمان من مكونات الجنادرية، ربما لم يحظيا بنقد حقيقي، الأول هو النشاطات الفكرية من ندوات وأمسيات ومحاضرات والثاني هو مهرجان الأوبريت والذي يمثل ذروة الافتتاح الرسمي للمهرجان. دون انتقاص من جهود القائمين على مهرجان الجنادرية، هناك تراجع في مستوى النشاط الفكري ونشاط الأوبريت حضوراً. هذه وجهة نظر شخصية وربما لدى الجهة المنظمة آلية موضوعية لقياس نجاح فعاليات الجنادرية، بعيداً عن مجرد المجاملات الإعلامية.

الأوبريت ربما تكرر الأسماء وعدم التجديد فيه أو ربما لتحوله إلى صبغة تجارية أو ربما لأسباب أخرى أصبح مكرراً على مستوى اللحن والكلمة والموسيقى وهذا يقوده للتراجع فنياً، مقارنة بنفس النشاط في الأعوام السابقة. أما العروض والأزياء المصاحبة للأوبريت فيمكن القول عنها بأن أفكارها بسيطة لا تليق بحجم المهرجان ولا تحمل الجديد أو تغوص في التراث بشكل مميز. هناك حفلات مشابهة تقام ببعض المناطق تبدو أفضل لحنا وكلمات ورقصات من أوبريت الجنادرية، فلماذا لا نفكر بصيغة مختلفة في هذا الأوبريت كأن يوكل كل عام لمنطقة يتم إبراز تراثها من خلاله؟ أو أن يتم اختيار شاعره وملحنه وعروضه عبر مسابقة سنوية تحت إشراف لجنة متخصصة؟ أو أن يتحول إلى أمسية أو أمسيات فنية للأغاني والأناشيد الوطنية ويتاح لجميع المطربين المشاركة فيه؟ أو أي فكرة تسهم في تغيير نمطيته التي أثرت على مستواه عام إثر عام؟

الندوات الفكرية أيضاً لم تعد تحظى بالإقبال والحضور والزخم الذي كانت تشهده في سنوات الجنادرية الأول، وقد لا يكون ذلك سببه التنظيم وإنما هي حالة ثقافية اجتماعية سائدة تحدث في كل المناشط الثقافية والعلمية المحلية. لا نتحدث فقط عن الحضور العام، بل حتى عن تواجد النخب المتخصصة، وكأنها لم تعد مغرية بتقديم أي قيمة معرفية وثقافية مضافة تشجع على الحضور. أقترح تجربة تحويلها إلى ندوة علمية في موضوعها بحيث تعامل كمؤتمر يعلن عنه مبكراً ويتاح لجميع الباحثين والمهتمين التقدم بأوراقهم في موضوع الندوة. أو حتى تحويلها إلى دراسات معدة خصيصاً للجنادرية، كما يحدث في منتدى الرياض الاقتصادي، مثلاً. ولا يمنع أن تستضاف بعض الأسماء المعروفة بصفة شخصية للمشاركة.

الخلاصة هي أن تطوير العمل الفني والفكري يتطلب وجود المنافسة ويتطلب المهنية والعلمية ليرتقي، وهذا ما نريده لمهرجان الجنادرية. نريد قيمة مضافة تقدمها لنا الجنادرية وليس مجرد مناسبة وقتية نحتفل بها كل عام.

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب