Thursday 20/03/2014 Issue 15148 الخميس 19 جمادى الأول 1435 العدد
20-03-2014

أمريكا .. في خدمة الملالي !

بدأت ثورة أوكرانيا، والتي تشبه إلى حد كبير ثورات العرب، وكان هروب الرئيس الأوكراني شبيها بهروب ابن علي!، وفي كلا الحالين، كان برنارد ليفي حاضراً، فهذا المفكر الذي يتوق لنشر قيم الحرية، والديمقراطية لا يمانع في العمل مع اليساريين، ومع التنظيم الدولي للإخوان، وحتى مع مقاتلي القاعدة، كما فعل في ليبيا، فالمهم هو أن ينشر الديمقراطية، ولو على طريقة خيرت الشاطر، وراشد الغنوشي، والمناضل العظيم، وائل غنيم، والذي لا زلنا نستغرب أنه لم يحصل على جائزة نوبل، أسوة بالمناضلة العظيمة توكل كرمان.!

العالم الحر ترك سوريا تعد مئات الآلاف من قتلاها، وتزف أضعافهم إلى مخيمات البؤس، وركز كل جهوده على ثورة الحرية في أوكرانيا، والتي لا تحتمل التأخير، ولم لا، فقد مات بضع مئات من الثوار، وقد ثبت أن المعارضة، وليست قوات الرئيس الأوكراني المعزول، هي من قتلهم!!، وذلك عطفا على مكالمة وزير خارجية استونيا «المسربة»، مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، وهي المكالمة التي حرص الاتحاد الأوروبي على إخفائها، وغضب من تسريبها، فهذه ثورات فصلها برنارد ليفي، على حسب مقاييس زعماء العالم الحر، بقيادة باراك أوباما!!.

يقولون إن بوش الابن سلم العراق إلى إيران، نعم، فقد خسرت الإمبراطورية الأمريكية تريلون دولار، وآلاف القتلى، والجرحى لخدمة إيران!!، ويقولون إن إسرائيل كانت ستضرب إيران، وما أعاقها هو عدم سماح بوش الابن بذلك، بعد تورطه في العراق!!، فهل تورط بوش حقا في العراق؟!!، ويا لهذا الحظ العاثر للولايات المتحدة!!، وإن تحدثنا بذات المنطق، فسنقول إن ما منع إسرائيل من اغتيال أحمدي نجاد، عندما كان في جنوب لبنان، هو أن كاميرات طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تعطلت فجأة!!، وكم كان محظوظا ذلك النجاد، عندما نجا من الموت بأعجوبة!!.

تحدث أوباما قبل أيام عن إيران بلغة ناعمة، وكان يتساءل عن سر عزلها، ويتوق إلى التوسع في التقارب معها، كما حصر المشكلة معها في المشروع النووي، ولم ينبس بحرف واحد عن أطماعها التوسعية، ولا عن تدخلاتها المستمرة في شؤون جيرانها الخليجيين، ولا عن دعمها لكل منظمات العنف، والإرهاب في دول الخليج، وتزامن ذلك مع نغمات ناعمة، من بعض دول الاتحاد الأوروبي، ومع ارتداء كاثرين اشتون - جزاها الله خيرا - للحجاب الإسلامي في طهران!!، ومع هرولة العالم الحر تجاه إيران، هلا أعدتم النظر - يرحمكم الله - في حكاية تسليم بوش الابن العراق لإيران على طبق من ذهب؟!!، أم لا زلتم تعتقدون أن أمريكا أخطات بغزوها للعراق؟!!، وسأكرر ما أكتب، وأقول، منذ سنوات طويلة، ودون ملل:» أمريكا دولة مؤسسات، ويتم تخطيط سياساتها لعقود مقبلة، ويتم التنفيذ، بغض النظر عن شخص الرئيس، وحزبه، فهل تتفكرون؟!!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب