Tuesday 25/03/2014 Issue 15153 الثلاثاء 24 جمادى الأول 1435 العدد
25-03-2014

بعض رائحة الثقافة! 1 من 2

سأكرّس هذه الزاوية - هذه المرّة - لقضايا تتعلق بالثقافة، مما يعني أنه سيكون ثمة دور محوري لوزارة (الثقافة والإعلام) فيها، بسبب الارتباط الجوهري بينها وبين من ندعوهم بالمثقفين أو المهتمين بالنشاط الثقافي، الذي يُعتبَر من أهم النشاطات الإنسانية كونه يضيء لنا أهم الزوايا المختبئة في الإنسان، وكون الثقافة في أي شكل تُمَارَس فيه

ناطقة بأحلام الناس ومعبّرة عن آلامهم وطموحاتهم.

ولأننا في عصر ممتلئ بوسائل النشر المغرية حتى للذين لا يملكون أهمية المثقف، لكنهم يعبّرون عن رغبة الإنسان الغريزية في أن يكون شيئاً (مذكوراً)، وهي رغبة لو اختلفنا معها فإنه من واجبنا الاعتراف بها كمكوّن رديف للثقافة ومتواشج معها وربما يكون دافعا من دوافعها.

إنّ أول ما يخطر في بال من يتصدى لمحاورة - الثقافة - هو: الأندية الأدبية المنتشرة في كل أنحاء الوطن والتساؤل الممتلئ بالخذلان عن معنى وأهمية ومدى قدرة تلك الأندية على بثّ رسالتها بالإمكانات المتاحة. وللحقّ فإن إمكانات الوزارة المادية ممتازة وغالباً تنصرف الوزارة إلى تبني أنشطة خارجة عن همّ الثقافة المحلية، لكيْ تواكب ما شابهها من مؤسسات ثقافية في دول الوطن العربي الشبيهة بها، من حيث ذلكم السؤال الذي طُرح ولا يزال وسيظل مطروحاً عن قيمة الدور الذي تؤديه المؤسسة الثقافية في المملكة، وهي (مؤسسة) الأندية الأدبية التي صار قَدُرُها أن تحتضن تساؤلات المثقفين التي لا تنتهي وتتقبل آراء حفنة منهم ليس لهم وزن حقيقي في معيار الثقافة، وإنما اكتسبوا هذا الدور الزائف لكثرة ما يقومون به من تنظير وطرح إشكالات لما تزل من غير سند واقعي، ولكنها تستمد مشروعيتها من كونها تميل إلى (الاعتراض)، والوقوف مجاناً بوجه كل مثقف يملك أفكاراً مغايرة أو تملي عليه تركيبته الثقافية أشكالا من (الخطاب) الثقافي الذي تكمن أهميته في أنه خطاب صالح للتلقي، بغض النظر عن مدى ما سيؤدي مؤيدوه من خدمة للثقافة التي نعرف بلا شك أنها ضد الإقليمية وضد الانعزال، إذا كان هو يتصور أن رأيه هو الرأي المثالي، وأن سقوط أقنعة بعض القائمين بالعمل الثقافي هو دليل على سقوط نظريات ثقافية وشهادة ميلاد لنظريات ذات بُعْد ٍ واحد. ربما كتبت بهذا الشكل.

- يتبع -

hjarallah@yahoo.com - alhomaidjarallah@gmail.com

www.jarrallah.com - حائل

مقالات أخرى للكاتب