Wednesday 26/03/2014 Issue 15154 الاربعاء 25 جمادى الأول 1435 العدد
26-03-2014

صورة وفاء

تقرأ أو تسمع عن قصص وعبر منها الجميل ومنها ما هو عكس ذلك حدثت في زمن مضى ونجور على زمننا الذي نعيشه ونصمه بأبشع الصور وكأن من حدثت لهم تلك القصص يستحيل وجودهم في الحاضر مع أن الناس تبدلوا وتغيرت مفاهيمهم لكثير من الأشياء الجميلة إلا أن الرائعين والكرماء والطيبين والأوفياء ما زال لهم أثر وتأثير في المجتمعات ولأن المثل العظيمة تعني لنا الكثير فإننا عندما نسمع عن موقف وفاء جميل نتناقله ونكرسه ونمتدح من قام به وعلى العكس من ذلك حينما يصلنا أن أحداً وقف موقفاً معاكساً فإننا نشمئز منه ونكره تصرفه البعيد عما نحب أن نرى الناس عليه.

وزمننا مليء بالقصص العظيمة التي تستحق أن تسطر بأحرف من ذهب وقد سمعت أن رجلاً كبرت زوجته وأصيبت بفقدان الذاكرة وأمراض الشيخوخة ولأنه لا يستطيع القيام بخدمتها لكبر سنه هو أيضا أودعها في دار للمسنين وأصبح يتردد على الدار ليطعمها بيده فجاءه من قال: إنها لا تعلم عن وفائك معها فقال:ولكنني أعلم عن حاجتها إلي وهذه رفيقة العمر التي لا يمكن أن أنسى أنها قامت بخدمتي لعشرات السنين. وهذا شيء جميل ولكن الأجمل أن نتجاوز ذلك فنحسن إلى من أساء انطلاقاً من خلقنا الكريم لا من ردة فعلنا السريعة.

وقفة لأبي تمام:

إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً

فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ

رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي

ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ

وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي

لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ

لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى

أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ

a.mofadhi@al-jazirah.com.sa **** fm3456@hotmail.com

تويتر alimufadhi

مقالات أخرى للكاتب