Wednesday 02/04/2014 Issue 15161 الاربعاء 02 جمادى الآخرة 1435 العدد
02-04-2014

ناطحات السحاب

إن ناطحة السحاب مصطلحٌ مستمدٌ من ملامسة قمة المبنى للسحاب، وأحياناً تتجاوز بعض طوابق المبنى العلوية مستوى السحاب، ويوجد في معايير الهندسة المعمارية عُرف عام يفيد بأن ما زاد على 300 متر يكون برجاً شاهقاً، وما زاد على 600 متر يكون ناطحة سحاب.

والعمر الزمني لناطحات السحاب طويل، فعلى سبيل المثال ناطحة السحاب في نيويورك المشهورة باسم الإمبايرستيت تم بناؤها قبل 83 عاماً، ولا تزال صالحةً للاستخدام ومأهولةً بالسكان حتى الآن.

ومواقف السيارات من المشاكل التي تواجه سكان ناطحات السحاب، حيث يتطلب منهم استعمال النقل العام وقطارات المترو لتفادي استخدام السيارات الخاصة. ولذلك روعي في مترو الرياض أن تكون محطاته الرئيسية في الشريط التجاري على جانبي طريق الملك فهد، حيث يقتصر تصريح بناء ناطحات السحاب. واليوم أصبحت ناطحات السحاب مشهداً مألوفاً في كثير من دول العالم، وهي تدل على قوة اقتصاد المدينة التي تنشط في وسطها الحركة العقارية والتجارية، فيصبح سعر متر الأرض باهظ الثمن، الذي يجعل البناء الرأسي أكثر جدوى من البناء الأفقي، كما أن ناطحات السحاب ترسم خط الأفق للمدينة، فيمنحها هوية معمارية خاصة بها.

واليوم هناك توجه عالمي نحو تطبيق معايير متطورة من العمارة الخضراء، فأصبح يمكن ترشيد الاستهلاك من خلال التحكم الآلي على سبيل المثال: التحكم في درجات وأماكن التكييف والإضاءة، حساسات إلكترونية لاستعمالات المياه، أجهزة تخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكربون.

وتوجه عالمي نحو تطبيق معايير السلامة التي تطورت مع تطور تكنولوجيا المواد غير القابلة للاشتعال أو في حال اشتعالها لا ينبعث منها غازات خانقة، ومنها على سبيل المثال: الأسقف المستعارة، الدهانات، الستائر، السجاد، الأبواب. وفي العالم الغربي، كثير من ناطحات السحاب التي تم افتتاحها خلال عام 2013م، تحمل أحدث معايير العمارة الخضراء ومعايير السلامة، ومنها على سبيل المثال، أعلى ناطحة سحاب في أمريكا، برج الحرية في نيويورك؛ والأخرى أعلى ناطحة سحاب في أوروبا، برج شارد في لندن. والإسلام هو السباق بمئات السنين لمفهوم العمارة الخضراء، حيث نهى عن الإسراف في استخدام الطاقة والمياه والموارد المختلفة. وبعض ناطحات السحاب قد يتجاوز عدد سكانها 5000 نسمة بين رجال ونساء، الذي يتطلب خطة إخلاء مرسومة سلفاً في حال حدوث حريق لا سمح الله.

الخلاصة:

إن ناطحات السحاب تستوعب عددا هائلا من السكان وتستهلك مقدارا هائلا من الطاقة، وبناؤها يتطلب مواكبة التوجه العالمي المعاصر نحو تطبيق معايير السلامة والعمارة الخضراء، كما يتطلب توجها إسلاميا معاصر نحو إعادة تعريف معنى الاختلاط بين الرجل والمرأة خلال خطة الإخلاء من المبنى، في حال حدوث حريق لا سمح الله.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

مقالات أخرى للكاتب