Thursday 03/04/2014 Issue 15162 الخميس 03 جمادى الآخرة 1435 العدد
03-04-2014

مستقبل السلطة في السعودية

يوم الأربعاء الموافق ( 27-03-2014) أصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- أمراً ملكياً يقضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد وملكاً في حال خلو المنصبين إضافة إلى منصبه الحالي نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين.

الأمير مقرن بن عبدالعزيز رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ بدأ حياته العملية كأحد صقور الجو السعودي بالطيران الحربي، وتدرّج في المناصب فجمع ما بين العسكري والإدراي ولعل من أهمها شغل منصب رئيس المخابرات السعودية بين عامي 2005- 2012 وهي فترة عصيبة شهدتها المنطقة العربية تعرض فيها الأمن القومي العربي إلى حالة من الاهتزاز جراء سقوط العراق العام 2003 ونشطت فيها القاعدة، حيث تعرضت المملكة العربية السعودية في تلك الفترة لهجمات مسلحة لعناصر تنظيم القاعدة استطاعت إخمادها والقضاء عليها.

من جهة أخرى ما بعد سقوط العراق العام 2003 على يد قوات التحالف البريطانية الأمريكية لم تعد هناك دولة إقليمية مرشحة للوقوف بوجه الأطماع الإيرانية في المنطقة غير المملكة العربية السعودية الذي أصبح تحجيم الدور السعودي من أهم الأهداف الأساسية للإستراتيجية الإيرانية ومن هنا نجد أن تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد يخدم المشروع السعودي في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة وهذا ما علقته عليه وكالة الأنباء الإيرانية (فارس) التي اعتبرت تعيين الأمير مقرن ولياً لولي العهد دليل تصعيد في المنطقة، حيث يعد الأمير مقرن من أكبر المتشددين في الملف الإيراني ويدعو إلى تشديد العقوبات على طهران ويبدي امتعاضه الشديد من التمدد الإيراني في المنطقة وتدخلات طهران المستمرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وبخاصة دول المنطقة الخليجية.

من جهة ثانية نجد أن الأمر الملكي القاضي بتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد وملكاً في حال خلو المنصبين يأتي ليرسم خارطة لمستقبل السلطة في المملكة العربية السعودية بما يضمن سلاسة انتقال السلطة والمحافظة على مستقبل الدولة وأمنها واستقرارها وتماسكها ووحدة كيانها في ظل ما تعيشه المنطقة من فوضى وحالة من عدم الاستقرار جراء ثورات الربيع العربي، أضف إلى ذلك أن تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز أصغر أبناء المؤسس - طيّب الله ثراه- ولياً لولي العهد وملكاً في حال خلو المنصبين يأتي ليضع اللبنة الأولى لتأسيس الدولة السعودية الجديدة من خلال تمهيد الطريق أمام صعود الجيل الثاني والثالث (أحفاد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيَّب الله ثراه) إلى السلطة.

ختاماً: نبايع الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد على السمع والطاعة في العسر واليسر وفي المنشط والمكره، ونسأل الله العلي العظيم أن يوفّق سموه الكريم ويعينه ويسدّد خطاه وأن يديم على المملكة العربية السعوديية نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل قيادتنا الحكيمة.. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأمد بعمره وألبسه ثياب الصحة والعافية.

kaiaal33@gmail.com

twitter : @khzaatar

مقالات أخرى للكاتب