Saturday 05/04/2014 Issue 15164 السبت 05 جمادى الآخرة 1435 العدد

مشاعر سوداوية

محمد عبد الله الطويل

قليلٌ منكم يعرف أن للمشاعر ألواناً تميزها عن غيرها. الغضب يمتاز بلون اللهب الأحمر، الطهارة يكسوها البياض، والحكمة من لون الشمس، والعاطفة تأخذ رونقها من البنفسج، الإسراف والتبذير يختفي خلف اللون الوردي، والغرور والعلو والثقة بالنفس الزائدة تأسر تفكيرك بأنك فوق الجميع ترى العالم من السماء والعالم يراك في أعماق البحر ملطخاً باللون الأزرق!

وفي كل زقاق مظلم سوف تجد من يشع منه ظلام أكثر من السواد نفسه.

ظلام شاحب، ظلام باهت، يتهيأ على زول البشر! تجتازك رغبة برؤيته فقط لكنك تكتشف ببطء مع تقدّمك إليه أن نفسك الغارقة بالحماقة تتراجع لتحتمي بنعمة الجهل.

الظلمات هي كيان قد يطغى على جميع الألوان إذا فقد النور في لحظة!! فكل الألوان سوف يفترسها الأسود القاتم. إذا أردت أن تكون بلا لون مثل الماء لا لون له، إنه يسري ويغيّر شكله بحرية مطلقة، لكنه يتعكر إذا ركد في مكانه.

إنه قصير المدى في العمر! الماء مع أن لا شكل له لكن تسحبه الجاذبية التي تجبره أن ينساب للأسفل.

الماء الذي قد ركد من المستحيل أن يعود لمصدره لكنه يستمر في الركود إلا أن يتعكر أكثر.. وأكثر.

أن تصبغ بلون أو أن لا تصبغ بلون فهي حريتك الشخصية «الزملاء، المسؤوليات، الفهم» بعض الأحيان هذه الأمور تنبع من الداخل.

وتستطيع أن تنظر إليها لكنك لا تراها بعين الاعتبار!

إن كنت تحاول النظر من دون أن ترى فهناك أمور لا يمكنك رؤيتها حتى لو اقتربت منها لتمعن النظر.

حاول أن تنظر إلى ما لا تراه لتستطيع أن ترى ما لا تنظر إليه.

اللون (الأسود) هو لون الخوف ولون القبح ولون (الحقد).

وإذا أردت أن تعيش فلك حرية اختيار الألوان.