Monday 07/04/2014 Issue 15166 الأثنين 07 جمادى الآخرة 1435 العدد

تأملات في جائزة الملك فيصل العالمية

عفراء بنت حشر بن مانع آل مكتوم

بدأت فكرة كتابة هذا المقال وأنا أتابع حفل جائزة الملك فيصل العالمية وأتأمل هذه الجائزة العالمية وقيمتها المعنوية وأثرها على المملكة والفائزين.

والجوائز العالمية من أهم الروافد العلمية لكل مجتمع من المجتمعات وخاصة عندما تكون هذه الجائزة باسم علم من أعلام العالم الإسلامي الملك فيصل -يرحمه الله-.

وبحكم قراءتي للتاريخ الحديث والمعاصر بدأت أقرأ في المصادر والمراجع التاريخية التي كتبت عن حياة الفيصل -يرحمه الله- فتأملت نشأته وكيف ساهمت في تشربه للقيم العربية والإسلامية، فوجدت التدين والاستقامة والحكمة وحب العلم والقوة والتواضع والذكاء سمته، وساهم مساهمة كبيرة في تنوير شعبه والأخذ من العلم والحضارة بما يتوافق مع الدين الإسلامي.

ولدور الملك فيصل المؤثر والكبير، وضعت جائزة عالمية باسمه لها أهمية كبرى على مستوى المملكة والمستوى العالمي حيث تأتي أهميتها بعد جائزة نوبل. وتعمل الجائزة على إبراز دور المملكة محلياً وعالمياً، كما أنها أظهرت قيمة سماحة الإسلام وقيمه الوسطية التي تبرز دور المملكة الثقافي والعلمي والديني من خلال فروع هذه الجائزة ودعم الإبداع ونشر ثقافته وتحفيز المبدعين ودعم التقدم في العلم وزيادة المعرفة.

وإن المتأمل لما يعيشه عالمنا الإسلامي والعربي ليجد أننا بحاجة ماسة إلى مجموعة من هذه الجوائز الكبيرة والمتنوعة التي تسهم في تحسين الصورة الذهنية التي يحملها الغرب عن المسلمين والتي ساهمت الأحداث التي يعيشها عالمنا إلى تشويه هذه الصورة.

ولقد ركزت جائزة الملك فيصل العالمية على خدمة الإسلام في المجالات الفكرية والعلمية، وتأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم، والإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني وهذه الموجهات للجائزة جعلت منها منارة عظيمة لإبراز دور ديننا الإسلامي وإظهار سماحته والتأكيد على قيم الحضارة والفكر والعلم ودعم مجتمع المعرفة.

وسوف أتوقف عند الكلمة التي قالها مايكل جون بيردج عندما كرم من قبل جائزة الملك فيصل في مجال العلوم « إنه لشرف عظيم أن أتسلم جائزة الملك فيصل العالمية من رجال يحافظون على حضارة كان الغرب فيما مضى ينهل العلم منها، فقد ضمَّ الإسلام أناساً عديدين جابوا أركان الدنيا سعياً وراء المعرفة، فدونواَّ العلوم وطوروها بالنظرية والتجربة، وبينما كانت أوروبا تعيش في عصور الظلام، حمل المسلمون شعلة العلم وأبقوا عليها حيّة متقدة...والآن في عصرنا هذا ترعى مؤسسة الملك فيصل تلك التقاليد وتحافظ على التواصل الفكري والإبداعي الذي يتخطىّ حواجز اللغة واختلاف الثقافات» إن هذه الشهادة المنصفة من هذا العالم لشهادة كبيرة على ما قدمه علماء المسلمين في السابق وعلى أهمية هذه الجائزة في توضيح اهتمام المسلمين بالعلم والعلماء وأظهر أهمية حضارة الإسلام، وأنها كانت إشعاعا للعلم والمعرفة في الغرب.

ولقد ذكرتني شخصية الملك فيصل بشخصية الوالد الباني حكيم العرب والد الإمارات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات يرحمهما الله رحمة واسعة انه سميع مجيب.

ولقد وفق أبناء الملك فيصل -يرحمه الله- في دعم هذه الجائزة واستمرارها لما لها من أثر كبير في دعم العلم والعلماء ونشر مجتمع المعرفة وإبراز صورة الإسلام الصحيحة.

اسأل الله العظيم أن يديم الأمن والأمان على المملكة والإمارات وأن يوفق قادتهما وشعبيهما إنه سميع مجيب.

- عضو هيئة تنمية المجتمع بدبي سابقاً